طال السهاد صبابة وهياما
إنا سكرنا في ثراك غراما
فدعي سماءك للنجوم وللسنا
ولنا حنين في الضلوع تنامى
جئنا خفافًا مثقلين بشوقنا
فبعثتنا نحو السماء غماما
جئناك سمّارا حنين نياقنا
حث الحداة فأجهشوا أنغاما
ما كان حج قلوبنا لك بدعةً
أبدًا، ولا كان الطواف حراما
إنّا تخيرناك محرابًا بهِ
صلّى الشموخ بذا الزمان إماما
الله أكبر.. واستفاقت ألف لي
لي فجأةً ورمت إليك لثاما
وقوافلٌ وخدت بدرب مقفرٍ
وقفت وعلقت الجلال خياما
يا هذه الأرض التي من غيرها
نغدو حيارى عاجزين يتامى
أنتِ اقترحتِ المجد دربًا آخرا
فعلام تحتار الجياد علاما ؟
أنتِ التمستِ لكل نهرٍ ضفةً
ولك أفقٍ غيمةً وحماما
إنا نحبك قبل لثغة ثغرنا
من قال إن الحب كان كلاما
من يوم ما فتحت عيني لم أزل
في كل شيءٍ أبصر الأحلاما
في الذكريات وفي المكان وفي يدي
لما تلامس من سمائك هاما
أنا ذلك الطفل الذي ألف الهوى
وأتاكِ يحمل لهفةً وهُياما
كسرت قبلكِ ألف ألف يراعةٍ
وكتبت عشقًا بالدماء تنامى
وأتيت *قيسًا* آخرا وعلى فمي
أمم تنادت لهفةً وأواما
يدعون *عنتر* والرماح حزيمةٌ
وجياد *خالد* لا تطيق زماما
*والقادسيات* القديمة أسرفت
شوقا وأبدلت الغرام سهاما
وأنا وقفت أذود عن حبي هنا
لو صار حبي في ثراك حِماما
أهواك مذ شق *الإمام* طريقهُ
ليثًا تخير في النجوم مُقاما
مذ كان يحمل هم وحدة أمةٍ
ضرب الشتات بجوفها وأقاما
وتمادت الآلام في ملكوتها
وتنفست رئة الصباح ظلاما
وعدت هواجسها على أحلامها
والخوف كالنسر المجنح حاما
حتى تنهدت الليالي فجأةً
عن فارس رمق الإباء فقاما
*عبدالعزيز* فيا كواكب أطرقي
شرفًا، ويا كل السناء تهامى
*عبدالعزيز* فقف مكانك ذاهلًا
يا رمل ، وانبت يا حنين خزامى
جمع البلاد كأن ملء يمينهِ
سر القلوب محبةً ووئاما
وكأن ملء شماله يوم الوغى
غضب السماء بوارقًا وضراما
حفظ *الشريعة* جدولا في قلبهِ
منها استقى في حكمه الأحكاما
بذر البلاد فها جذوع نخيلها
لثمت جبين سمائها إكراما
مذ ذاك حتى الآن .. كل حكايةٍ
تخذت لها من نسلهِ ضرغاما
إني لأعجب كيف مروا من هنا
ملكٌ يُسلم آخرًا أعواما
حتى بلغنا ساحة الملك الذي
وأد السهاد وأنفذ الأحلاما
*سلمان* من عصفت للمحة عينهِ
عين السماء وأجلبت إضراما
فكأنما بُرُجِ السماء تخضبت
وكأنّ سهل المكرمات ترامى
وكأنما انبجست عيونٌ ثرّةٌ
وكأن غول النائبات تعامى
مجدًا *أبا فهدٍ* .. تحية عاجزٍ
ملأ الفضاء رسائلا ويماما
جاءتك من *سبأٍ* *هداهد* لهفةٍ
وغفت لديك نداوة وسلاما
وشكت ضياعًا دب في أوطانها
فهززت لليل الطويل حساما
*وعصفتَ حزمًا* قد أستار الدجى
ونصرت حقًا كان قبل مضاما
ومضى *جنودك* يزأرون فتنتشي
همم سقوها المكرمات مداما
وقفوا على *حد البلاد* وزمجروا
من فوق آكام الهوى آكاما
في خدمة *الوطن* الذي نذروا له
ولمجده الأرواح والأجساما
من عزم *سلمان* استمدوا عزمهم
لما مضى سيفا *يفلق هاما*
يا *خادم الحرمين* ما هي صدفةٌ
أن الحياة تقلدتك وساما
غيرت ميزان الشموخ فأقصرت
همم الملوك وأحجمت إحجاما
وشمخت وحدك يا سليل النجم يا
لدة الخلود ويا أعز ذِماما
نادت لك الدنيا كأنْ قد أبصرت
*قدرا* بكفك يهدم الأصناما
*والمسجد الأقصى* رآك خلاصهُ
فضمى يغازل للرجوع *شآما*
فنصرته ونصرت كل *قضيةٍ*
تخذتك من دون الأنام حزاما ؟
يكفيك أن أهديت للدنيا *فتىً*
أحيا الحياة وأنطق الأقلاما
وأعاد للتاريخ تعريف القوى
ومحا القيود وأطلق الأفهاما
هذا *محمدٌ ابن سلمان* الذي
أضحى على هام العداة قتاما
هذا ابن من نقشوا السهى بضيائهم
وتناقلوه بصلبهم مقداما
حتى أتى فإذا الرياض خمائلٌ
وإذا النفوس بنفسه تتحامى
وإذا البلادُ تقدمت وكأنما
كل الجهات غدت لديه أماما
إيهٍ ولي العهد عصرك أخضرٌ
والشعب يأبى في هواك خصاما
إيهٍ سليل المجد أية عزةٍ
قد أنجبتك مجلجلا عزاما
أعليتُ ذكرك في الضلوع مهابة
لما رأيتك تقتل الأوهام
هذا *أبوك* وذاك *جدك* لم يكن
عجبًا مسيرك في الورى همّاما
هذي البلاد بك استراح ضميرها
لما أحلت عرى الفساد حطاما
وبك اقتفت للحلم دربًا أخضرًا
لما صنعت لمجدها أقداما
مهما تذامر حولنا من طغمةٍ
جاؤوا خزايا حاقدين لئاما
سنصون أرضًا صانت الدنيا ندىً
نحتت به معنى الجلال رخاما
وقفت إزاء المغرضين فأدركوا
ألن يزالوا قربها أقزاما
هذي *البلاد* بنا ستغدو جنةً
فيها سنسهر للصباح نُدامى
سنعلم الأمجاد كيف ترى بنا
ونروض التاريخ والأياما
ما كان هذا *الشعب* ومضًا ينجلي
كلا .. ولا عرف الولاء لماما
إنا رضعنا *الحب* أول مرةٍ
والآن نأبى من هواه فطاما
إنا على اسم الله قلبٌ واحدٌ
وعلى سبيل المصطفى نتسامى
إنا هنا جند لسلمان الذي
جعل الإباء على الزمان دواما
إنا إذا قمنا قلبناها على
رأس العداة منية وختاما
إنا إذا الدنيا تصعر خدها
قامت بنا أحلامنا إقداما
إنا إذا مست حدود بلادنا
ثرنا وألبسنا الصباح ظلاما
نحن *السعوديين* يطربنا هنا
أنّا أتينا عاشقين هيامى
** **
- عبدالله بن محمد العنزي