«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
من موقع القدرة والاقتدار تسعى المملكة يومًا بعد يوم نحو تنفيذ خططها وبرامجها المختلفة نحو ما تضمنته رؤية 2030م، ومن بينها توطين التقنية لتسهم في إثراء الوطن ليتحول إلى وطن منتج لها، لذلك بدأت أخيرًا بجدية منقطعة النظير نحو إنشاء «وادي السليكون»، فلقد تناقلت وسائل الإعلام خبرًا أسعد الجميع في الوطن وغير الوطن، خصوصاً الدول التي تتابع بإعجاب وتقدير كبيرين ما تقوم به المملكة.
وفي هذا العهد الزاهر عمل جاد ومثمر وفي مختلف المجالات، وصولاً إلى تحقيق الأفضل لتنمية الوطن ومواطنيه على حد سواء.
لقد حققت المفاوضات التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع مع الشركات ذات العلاقة ومنها «غوغول» وبالتعاون مع شركة أرامكو السعودية العملاقة لإنشاء «وادي السليكون» في المملكة.. الحلم الذي يوشك - بمشيئة الله - أن يكون حقيقة واقعة ونشاهده شامخًا في أرض الخير والعطاء.
ولمن لا يعرف «وادي السليكون» وما يجري فيه من أعمال ونشاطات وفعاليات تقنية وإبداعية، فهو عبارة عن وادٍ يضم المئات من الشركات العالمية والشهيرة ويعتبر بشكل أم عاصمة «للتقنية»، بسبب تواجد هذه الشركات وتلك المصانع التي تعمل ليل نهار في مجال التقنية الحديثة والمتطورة.
ويحتل الوادي جزءًا كبيرًا من حوض «سان فرانسيسكو» المدينة الشهيرة الموجودة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. ويعود الوادي السليكوني إلى بدايات القرن العشرين، مع أن البداية الفعلية مع اختراع «الترانزوستر» والذي بدأت صناعته وإنتاجه في الخمسينات الميلادية.. هذا الاختراع الذي أسهم في توجه الأنظار واهتمام الشركات الكبرى بتقنيته وما تولد عن هذا الاهتمام من قيام شركة كبرى مثل «Apple» بتحقيقه والسعي لتطويره.
هذا وتعتبر منطقة «سانتا كلارا» في كاليفورنيا عاصمة الوادي السليكوني. وتشير المراجع العلمية والتقنية إلى نجاح هذا الوادي التقني الذي استطاع وخلال سنوات أن يستقطب ويجذب المستثمرين والعلماء والفنيين أصحاب القدرة على الابتكار المتجدد، فبات يسكن في هذا الوادي أكثر من 2.5 مليون نسمة وفي مساحة مترامية الأطراف وفي تزايد مستمر مع التطور والنمو الذي يواكب المستجدات والتطورات النقنية وتوافد الآلاف سنويًا على العمل في الشركات والمصانيع في هذا الوادي العظيم.. ولاحتوائه على العديد من الصناعات التي تعتمد على السليكون.. ومادة السليكون التي هي عارة عن السليكون (بالإنجليزية: Silicon)، وهو عنصر كيميائي رمزه Si وعدده الذري 14.
ويصنف السليكون من أشباه الفلزات وهو رباعي التكافؤ، أقل نشاطًا كيميائيًا من نظيره الهيكلي الكربون اللا فلز الذي يقع فوقه في الجدول الدوري، ولكنه أكثر نشاطًا من الجرمانيوم شبه الفلز الذي يقع فوقه في الجدول.
يوجد خلاف حول تاريخ اكتشافه للمرة الأولى في التاريخ؛ لكن تم تحضيره وتنقيته للمرة الأولى عام 1823. في 1808، أطلق عليه اسم سليكيوم (باللاتينية: silex، وتعني الحجر الصلب أو الصوان) مع وجود اللاحقة يوم اللاتينية في نهاية أسماء العناصر.
وبحسب ما تشير إليه المراجع العالمية فهو
ثامن عنصر شائع في الكون بحسب الوفرة، ولكن من النادر وجوده نقيًا في الطبيعة. وكثيرًا ما يكون مختلطًا بالغبار والرمال في الكويكبات والكواكب بصور عدة من ثاني أكسيد السيليكون والسيليكات.
تتألف حوالي 90% من القشرة الأرضية من معادن السيليكات، مما يجعل السليكون ثاني أكثر عنصر متوفر في القشرة الأرضية (نحو 28% بحسب الوفرة) بعد الأكسجين. وبفضل الله فإن أرضنا الطيبة غنية بصورة مدهشة بهذه المادة التي يعتمد عليها في الصناعات الدقيقة.
واستعملت هذه المادة في صناعة الشرائح الإلكترونية التي تم إدخالها إلى الصناعات التكنولوجية المختلفة، كما يستخدم اسم وادي السيليكون ككناية عن تجمع شركات التكنولوجيا المتقدمة الأمريكية داخل هذه المنطقة.
والمثير أن هذا الوادي قد شهد في الثمانينات الميلادية إقبالاً كبيرًا للاستثمار فيه من قبل الشركات الكبرى الأمريكية والأوربية وحتى الآسيوية مباشرة أو من خلال المشاركة، بالإضافة إلى أن هذا الوادي السليكوني يستقطب الحصة الأكبر من الاستثمارات المشتركة داخل أمريكا مما أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات في الوادي بشكل كبير جدًا بل خيالي.
فلا عجب بعد هذا أن يكون «وادي السليكون السعودي» القادم واديًا جاذبًا للاستثمار ولتشغيل القدرات الوطنية المؤهلة والفاعلة ويسهم في تعزيز المنطقة التي سوف يكون فيها مكانيًا وبشريًا.
وفق الله قادتنا إلى كل عمل جاد يثري الوطن ومواطنيه..