غسان محمد علوان
يدخل ممثلا الكرة السعودية هذا الأسبوع غمار منافسات دوري أبطال آسيا، في بحث حثيث عن لقب قاري غاب عن الكرة السعودية لفترة طويلة. فالهلال والأهلي، المتصدر والوصيف توالياً، يدخلان هذه اللقاءات بأذهان مشوّشة من شأنها أن تضعف من أسهمهما في المنافسة. فالإصابات وتداخل المنافسات واستعداد المنتخب الذي يمثّل فيه الفريقان السواد الأعظم من تشكيلته مع احتمالية غياب الدوليين في حال تأهل أحدهما لدور الـ16، كلها تُضاف لكونهما يتنافسان وبقوة على لقب الدوري. من المؤكد أن ما سبق ليس بجديد على المتابعين، ولكن الجديد حضورها جميعاً في وقت واحد وفي موسم (مضغوط) بسبب كأس العالم.
هنا ستبرز وبشكل كبير أهمية اختيار الأهداف من كل مباراة و التشكيلات التي تُلعب بها تلك المباريات.
ففي لقاء ديربي العاصمة الذي أضاع فيه الهلال فارقه النقطي عن ملاحقه، كثرت الانتقادات والنقاشات عن كيفية بدء دياز للقاءات، وأنه يعجز وبشكل ملحوظ عن قراءة الخصم قبل اللقاء، ويضطر لذلك أن يعتمد على نفس التشكيلة ونفس الرسم التكتيكي دون أدنى تغيير.
الغريب في الأمر أن إبداع أو سوء أداء أي لاعب، ليس له تأثير إطلاقاً على اختيارات الأرجنتيني العجوز. فمهما قدّم محمد كنو من مستويات متصاعدة، فإنه سيظل بديلاً. ومهما أضاع ريفاس من فرص ومهما عجز عن إقناع المتابعين، فهو أساسي في التشكيلة.
فالهلال أتعبته كثرة محاولات خطف الفوز في الرمق الأخير، ورمي كل الأوراق قبل انتهاء الوقت بمنطق أو بدونه. هذه الملاحظات تعدت مرحلة كونها وجهة نظر مشجع أو متابع، يفضل لاعباً على لاعب، أو تشكيلة على أخرى، لتصل لكونها أسباباً مباشرة في عدم منح الفرصة للهلال كمجموعة أن يقدّم كل ما يملك.
كل ذلك قابل للأخذ والرد، ولكن ضيق الوقت لدى الفريق وازدحام جدوله لا يحتمل إلا أن يلعب الهلال بكامل قوته منذ بداية اللقاءات وخصوصاً الأقل قوة وتنافسية لإنهائها مبكراً، والبدء بإراحة اللاعبين.
آسيا طرقت أبوابها مجدداً، والهلال الذي وصل لنهائي القارة كممثّل لغربها سيكون محط أنظار الجميع وخصوصاً منافسيه في المجموعة الذين حفظوا أسلوبه وشكله وحتى تبديلاته، فهل استعد دياز بالمقابل لكل ذلك؟ لننتظر لنرى.