هدى بنت فهد المعجل
كم حاطب ليل مكنته الفرص من الاحتطاب نهاراً ولم ينتهزها...!! وكم حاطب ليل لم يجن من احتطابه كسرة قشٍ تضيء ليله السرمدي..!! ورغم ذلك ما أكثر طلاب الاحتطاب!!.
قديما قالوا في الأمثال الشعبية: (لو كل من جا نجر ما ظل بالوادي شجر).. فهل مازال العمل بهذا المثل ساري المفعول..!!. لا أعتقد.. لأن المجيء بات فعلا صعبا قبل فعل النجارة.. علماً بأن النجارة تختلف عن القطع العشوائي للأشجار، والقطع المدروس.. ثم من يمتلك جسارة ولوج الأودية والغابات نهاراً وليلاً والقلوب أرهف من قشرة نواة التمر!
* * *
- الشتاء مستمر في البقاء معنا.. والحطب عند إشعاله يشكل خطورة تنتج، نتجت عنه وفيات حيث إن الغاز المنبعث منه خانق خطر، شديد الخطورة فهل يتخذ من خطورته حجة من لا يود الاحتطاب أو لا يستطيعه..!!. أسوة بحموضة العنب عند من لم يستطع قطفه!!. فهل من طبيعة البشر ذم ما لم يتمكنوا من الوصول إليه..؟
* * *
- لكل فرد منا هدف يسعى نحو الحصول إليه.. وقد لا يصل!! بيد أنه يجد متعة، أو هكذا ينبغي، يجد متعة في سعيه نحوه.. وربما إذا وصل وجد أن الهدف أبسط من حجم طموحه فيواصل السعي.. وقد لا يكون هو المبرر للمواصلة.. حيث إنه فرد لا يستمتع مع الكسل فكلما تحقق له هدف زرع في نفسه هدفا آخر لأن الحياة، في نظره، دوحة أهداف تحرضه على اصطيادها.. وليس كل فرد قادر على اصطياد كل هدف يغريه.. فإذا أدرك قدراته كف عن طلب الهدف.. وهناك من يدرك قدراته الوضيعة ويصر على طلب هدف أبعد من أن يتحقق له كمن ينشد الاحتطاب في الليل وهو عاجز عنه في النهار..!!. ما يستطيعه فلان ويتمكن منه قد يصعب على الآخر فلماذا يصر على الظفر به والنيل منه!!. لماذا نصر على أن نملأ أقداحنا بكافة المشروبات المصفوفة أمامنا.. في حين أنها صفت كي نختار منها مع الطعام شرابنا المفضل.. علما بأن المعدة (بيت الداء) لن تسمح لك بسكب جميع المشروبات في آنٍ واحد.. وستعاني وحدك من سطوة رفضها!!إذا لماذا إصرار الجميع على الاحتطاب.. طالما أن هناك البدائل..
عبدالرحمن بن مساعد لم يخجل وهو يقول لمحبوبته:
يجول الحزن ف ضلوعي بردت وذاب فيني العظم
ويا كثر الحطب حولي وعندك انكسر فاسي
فهل بعد قراءة هذا البيت سيكسر، من لا يجيد الاحتطاب فأسه؟