الكويت - سعد العجيبان:
أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ضد قوات كردية متحالفة مع واشنطن أدت إلى حرف مسار معركة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وقال تيلرسون خلال مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش»: لقد حرفت مسار معركتنا ضد تنظيم داعش في شرق سوريا بعدما انتقلت قوات من هناك باتجاه عفرين في شمال سوريا.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أهمية أن تعي أنقرة آثار العملية العسكرية على مهمتنا وهي الانتصار على تنظيم «داعش».
وأشار تيلرسون إلى أن «داعش» يسعى للتحول إلى حركة تمرد في ليبيا وأفغانستان والفلبين.
وشدد تيلرسون على أن الولايات المتحدة تتعاون مع شركائها من أجل إجبار رئيس النظام السوري بشار الأسد على التفاوض في محادثات جنيف المقبلة، مشيراً إلى أن التحالف وحلفاءه يسيطرون على 30 % من الأراضي في سوريا.
البيان الختامي
على صعيد متصل أكد وزراء خارجية دول التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي أمس، عزم التحالف على المضي قدمًا نحو هزيمة الإرهابي واجتثاثه من خلال الجهود المركزة والمستدامة والمتعددة.
وشدد الوزراء على استمرار جهود التحالف في حربه ضد «داعش» ومواكبة التطور مع تغير طبيعة التهديد وزيادة التركيز على «داعش» وشبكاته وأفرعه إلى جانب الاستمرار في التنسيق المنتظم حول أفضل طريقة لمعالجة التهديد.
وشدد الوزراء على التزام التحالف العسكري في العراق وسوريا واستمرار قيادته الموجودة في «تامبا» في دعم الجهود في المنطقة لتأمين وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة، وذلك للمساعدة في المحافظة على نجاحات التي حققها التحالف.
وجاء في البيان الختامي للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» أن التحالف يعمل على تعزيز مكاسبه في حربه ضد «داعش» ومنع عودة ظهوره من خلال دعم الإصلاحات المتبعة من قبل القطاع السياسي والأمني في العراق ومن خلال قرار مجلس الأمن رقم (2254) المتعلق بالتوصل لحل سياسي في سوريا، وذلك للمساعدة في معالجة الأسباب الجذرية وراء ظهور «داعش».
وأشار البيان إلى تدهور حالة التنظيم بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من جهود التحالف الدولي ضد «داعش»، إذ فقد السيطرة على الأراضي في العراق باستنثاء أجزاء في سوريا، إضافة إلى خضوع قيادته وتواجده على الإنترنت وشبكات العالمية تحت الضغط.
وأوضح البيان أن نهج التحالف في حربه ضد «داعش» يقوم على أربع ركائز أساسية أولها أن يعمل التحالف كآلية حشد وتنسيق يراعي نظام إيكولوجي دبلوماسي وعسكري ومناهض للإرهاب، وذلك وفقًا لمبادئ القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.ودعا إلى ضرورة أن يعمل التحالف الدولي ضد «داعش» مع الدول والشركاء والأصدقاء لاستمرار جهوده في مكافحة ذلك التنظيم الإرهابي، مشيرًا إلى طوعية عضوية التحالف كما هو الحال بالنسبة لمساهمات كل من دول التحالف في هذه الجهود.وأوضح البيان أن من بين الركائز كذلك ضرورة استدامة التعاون ووحدة الهدف في التحالف ضد «داعش» ومواجهة التهديدات المتعلقة بهذا التنظيم على مقياس عالمي.
وبين أن جوهر تعاون التحالف يكمن في فرق العمل التابعة والمنبثقة عن التحالف، إذ تركز مجموعة العمل الخاصة بمكافحة تمويل «داعش» (سي أي في جي) على تحديد وتعطيل مصادر عائدات تنظيم «داعش» وقدرته على نقل الأمول لشن حملته الإرهابية والوصول للأنظمة المالية الإقليمة والدولية.
وذكر أن مجموعة العمل تلك ستعمل على الاستفادة من تعاونها مع المنظمات متعددة الأطراف متشابهة الفكر وتشجيع الأعضاء على اتخاذ إجراءات ملموسة أكثر ضد تمويل «داعش».
وعن مجموعة العمل الخاصة بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب (في تي في دبليو جي) أوضح البيان أن تلك المجموعة تعمل على تشجيع مشاركة المعلومات الوقائية والمتعلقة بمكافحة الإرهاب من خلال قنوات ثنائية وجماعية مناسبة لإنفاذ القانون مثل (الإنتربول)، وإعاد التأهيل والإندماج وإجراءات خاصة بإنفاذ القانون والعدالة القانونية الجنائية للتخفيف من تهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب منها عودة ونقل وظهور المقاتلين الإرهابيين الأجانب وأسرهم.وأكد البيان استمرار هذه المجموعة في أن تخدم كمنصة لنهج دولي يشمل كامل الحكومة مع تعزيز التعاون وبناء القدرة ضمن وعبر التخصصات والبحث عن اتصالات وثيقة والتكامل مع المؤسسات الدولية لمكافحة الإرهاب ذات الصلة كالمنتدى الدولي للمكافحة.
وأوضح البيان أن من بين مجموعات العمل كذلك مجموعة عمل الاتصالات، إذ تسعى إلى كسب المساحة الإعلامية التي يعمل «داعش» من خلالها وضمان أن يتبع ذلك تقلص سيطرته على الأراضي بهزيمته أيدلوجيًا، حيث تقوم هذه المجموعة بتنسيق نهج الاتصالات الإستراتيجية لأعضاء التحالف وترعى الشراكة الخارجية لزيادة وصول وتأثير جهود المجتمع الدولي لشن حملات التصدي لمكافحة دعاية «داعش» وبناء مناعة المتلقين المعرضين لخطر الاستقطاب.
وقال إن ذلك يهدف إلى تقليل قدرة «داعش» على استخدام الدعاية للتجنيد والتحريض والإلهام على العنف، وسوف نتبادل الخبرات وأفضل الممارسات من أجل معالجة تهديدات الحملة المستقبلية من المنظمات المتطرفة العنيفة الأخرى.
وأشار البيان إلى الدور الذي تقوم به مجموعة العمل الخاصة بإرساء الاستقرار دورًا مركزيًا في تنسيق ودعم جهود الاستقرار الدولية في العراق وفي سوريا معتبرًا أن عودة النازحين مسألة أساسية من أجل دعم الهزيمة العسكرية لتنظيم «داعش».
وأوضح البيان أن المجموعة ستقوم خلال العام الحالي على عملية إرساء الاستقرار في العراق ومساعدة جهود الحكومة العراقية لتأمين المكاسب العسكرية المهمة ضد «داعش» ومنع حدوث عنف جديد في المناطق المحررة من خلال دعم الانتقال من الاستقرار إلى إعادة الإعمار المستدامة.
وأورد البيان أن المجموعة ستقوم كذلك على تدريب الشرطة بتقوية تركيزها ودعم جهود الحكومة العراقية في إعادة بناء الشرطة الاتحادية وخلق قوة للشرطة المدنية تمثل وتحظى بثقة جميع مواطني العراق وفي سوريا، إذ ستقوم مجموعة العمل بتنسيق ودعم جهود تحقيق الاستقرار بهدف تقوية الحكم الموثوق والشامل وغير الطائفي وفقًا ودعمًا لقرار مجلس الأمن رقم (2254).