«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الوطن يعيش هذه الأيام عرساً تراثياً وثقافياً رائعاً؛ إذ يلتقي فيه أدباء ومفكرون وشعراء وإعلاميون؛ كثير منهم من مناطق ومحافظات الوطن والبعض من الدول العربية. في مهرجان «الجنادرية» 32 وهم يحملون أفكارهم وكلماتهم ووقصائدهم وحبهم لهذا الوطن الشامخ، مؤكدين في تجمعهم الكبير هذا إن الصدارة للثقافة والتراث والأدب والفكر. وقبل هذا وبعد هذا للكلمة.. ولقد حظي ضيوف «الجنادرية» بشرف السلام على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمد الله في عمره- ومن ثم استمعوا إلى كلمته التي أكد فيها: ترحيبه الكبير بهم عندما أشار إلى أنهم ضيوف أعزاء على المملكة العربية السعودية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثانية والثلاثين، الذي يُجسدُ تراث المملكة وثقافتهَا، ويُعبرُ عن رغبتنا المشتركة في تعزيز التفاعل بين الثقافات العالمية المختلفة، لتحقيق التعايش والتسامح بين الشعوب على أسس إنسانية مشتركة.
وفي هذا الإطار قال حفظه الله: يسرني الترحيب بمشاركة جمهورية الهند الصديقة ضيف شرف في هذه الدورة.. إننا نؤكّدُ على أهمية البُعدِ الإنساني المشترك في كل ثقافة، بعيداً عن مفهوم صدام الثقافات. لقد أصبح البُعدَ الثقافي مُرْتَكَزاً أساسياً في العلاقات بين الدول والشعوب، ومن المهمّ تعزيزه لخدمة السلم والأمن الدّوليين.. ومنذ لحظة نقل كلمة خادم الحرمين الشريفين عبر وسائل الإعلام المختلفة استأثرت كلمته الملكية باهتمام المتابعين وتحليلات الباحثين.. كون هذه الكلمة المختصرة والمعبرة عن تقديره شخصياً لضيوف الوطن.. واعتزاز المملكة بهم ودور مهرجان «الجنادرية» (في تعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب على أسس إنسانية مشتركة). هذه العبارة التي تجسد حكمته وحصافته ووعيه الكبير بالدور الثقافي لمثل هذه المهرجانات واللقاءات وأبعاده في مجال العلاقات بين الدول.
لقد كانت الكلمة الملكية زاخرة بالدلالات التي تنحاز للدور العظيم الذي يلعبة مثل هذا المهرجان وما يشتمل عليه من نشاطات وفعاليات مختلفة. وكمواطن وإعلامي تابعت مثل غيري هذه الكلمة المعبرة والتي أكدت للجميع أهمية الاهتمام بمثل هذه المهرجانات؛ رغم أن الوطن؛ وكما يقال يد تمسك البندقية للدفاع عن أرضه ومواطنيه وتحافظ على مكتسباته، ويد تبني وتعمل. وهكذا نجد أن الوطن في هذا المهرجان وغيره يرفع صوته الذي لا يخفت أبداً ويعرض ثقافته وتراثه وتاريخه، في عرسه الكبير ليرى الجميع حقيقة الوطن. ففيه يرسم الجميع وعبر المنجزات المدى البعيد بما تحتويه أجنحة «الجنادرية» من معروضات ونماذج وصور وأفلام.. ومن خلال ذلك يشاهد الجميع شمس الوطن الدائمة. وبثقافتنا وكتاباتنا وتراثنا نقاتل الحقد، ونثير حزن الأعداء والحاسدين.. كما نفجر في قلوب المحبين للوطن قصائد حب وبهذا الحب يعمل الجميع في وطن الخير والسلام؛ ورياض المجد العظيم والبناء الحضاري المزدهر تحتضن ضيوف الوطن، وزوار «عرسه» الذي فيه يرى الجميع الإبداع السعودي، فيفخر الصغير قبل الكبير ويعتز الجميع وهم يشاهدون في هذا العرس مشاهد بانورامية مشبعة بألوان العطاء والإنجازات. فالرياض التي تقاتل عدواً حاقداً وهمجياً في اليمن الشقيق أراد الاستيلاء على الشرعية والعودة باليمن السعيد إلى قرون الظلام، وأراد تدمير ثقافة وطن وحضارته.. لكن وطننا لم يبخل على هذا الشقيق بأن يمد له يد العون مع دول التحالف وهو بذلك يوجه رسائل هامة ذات رمزية للشعب اليمن الشقيق عبر عاصفة الحزم في هذا الوقت تشهد بلادنا عرسها الكبير.
والوطن كل الوطن يشعر بفرح جميل يغمر الجميع؛ إن وطننا بخير.. وها هو حبيبنا وقائدنا ورائدنا خادم الحرمين الشريفين يشير مجدداً إلى أهمية «تعزيز التعايش والتسامح بين الشعوب».. فهل يعي ذلك أعداء الوطن..؟!.