في عام 1423 هجريًّا كتبتُ مقالاً، نشرته جريدة الجزيرة في عددها 10936، تحت عنوان (انطباعات ومشاهد على بعض مدن الخط القديم)، قلتُ فيه عن مدينة شقراء: «ما إن تصل مدخلها الشرقي حتى تبهرك بمناظرها الجميلة من طرق واسعة، وأشجار وإنارة ومبانٍ حديثة.. وكلما تقدمت صوب المدينة زاد إعجابك بالتطور العمراني وانتشار المحال التجارية على جانبي الطريق، ويشد الانتباه أكثر ما يشده ذلك المجمع التجاري المقام في الجهة الشرقية من الشارع الرئيسي المتجه إلى وسط المدينة، الذي يعتبر - بحق - قفزة في مجال النشاط التجاري في المحافظة؛ فقد لمست وأنا بداخله الكثير من الارتياح لدى زواره؛ ليس لشكله وجماله فقط، بل لما يجدونه أيضًا من متعة التسوق، وتنوع المعروضات.. ويتبقى لتكتمل روعة هذا المشروع العملاق إقامة مسجد بقربه؛ حتى لا يتعرض رواده وأصحاب المحال لأخطار الطرق حين عبورها بقصد الصلاة في المساجد المجاورة. أيضًا من الأشياء البارزة لزوار المدينة مشروع التأهيل، ومبنى المستشفى الجديد، والاستاد الرياضي، وعدد من المؤسسات الاقتصادية والثقافية.. وهو ما يبشر بمستقبل باهر لهذه المحافظة المتوثبة لتحقيق نهضة متكاملة، يجد فيها شباب المنطقة فرص عمل وافرة، إلى جانب متطلبات الحياة الأخرى؛ وهو ما يغني عن النزوح إلى المدن الكبيرة» (انتهى).
واليوم نرى واقعًا أكثر إشراقًا، وأكثر جمالاً؛ فقد توسعت المدينة، وتضاعفت المساحات بفعل التطور السريع عمرانيًّا وصناعيًّا وثقافيًّا وتجاريًّا.. وبُنيت الجوامع بمناراتها العالية، كجامع الشيخ عبدالعزيز المهنا، وتضاعف عدد السكان، وانتشرت الطرق السريعة والميادين والحدائق حتى غدت المدينة جاذبة لأهلها وقاصديها من المحافظات والقرى المجاورة بفعل التعليم والفرص الوظيفية.. فهناك جامعة تدرس فيها العلوم، وفيها معظم التخصصات، ومعاهد صناعية، وفنادق، وأسواق بُنيت على أحدث طراز، وبشكل هندسي مذهل بتخطيطها ومحالها وخدماتها.. ويأتيها الناس من بعيد وقريب بقصد التسوق، ورؤية روائع المعروضات ذات الجودة والأسعار المناسبة.. هذا عدا المناظر الخلابة من حدائق وزهور في الميادين، تسر أكثر وأكثر وأنت تسير في طرقات المدينة المزدانة بالأشجار والزهور والنوافير، وخلافها من الأشكال الجمالية والإضاءة المتنوعة.
إنني أدعو المواطنين إلى زيارة هذه المحافظة المتوثبة والقادمة لتكون إحدى محافظات منطقة الرياض الجاذبة؛ لما تحتويه من خدمات وتطور في كل المجالات؛ إذ سيجد المقيم والزائر كل الخدمات والتسهيلات، وسيقضي لوازمه بأسعار، يشعر معها بالراحة ومتعة التسوق.
** **
عبدالله الغيهب - شقراء