عثمان أبوبكر مالي
منذ سنواتِ لم يأت على نادي الاتحاد موسماً رياضياً دَخله وهو (مستعد أو يستعد) مثل بقية الأندية، ولا أقول وهو جاهز أو مكتمل!
كل عام يبدأ والنادي الكبير غارق في دوامة المشاكل والصراعات والاختلافات، بل إن مواسم مرت عليه كانت تبدأ وهو إما أنه بلا مجلس إدارة، أو أن إدارته في طور التشكيل، وفي أحسن الأحوال تكون الإدارة (تكلفت) للتو، دون أن يكون أمامها متسع من الوقت للعمل أو للتفكير والتخطيط والعمل الهادئ المرتب، والأدهى وأمر من ذلك أن غالبية الإدارات (الأخيرة) كانت مع مجيئها المتأخر لا تجد في أروقته وأوراقه خططاً أو برامج أو خطوات أو حتى (مؤشرات) يمكنها أن تعتمد عليها ويقوم عليها عملها ومسيرتها، والاستثناء الوحيد في هذا، كان في أول الموسم الماضي، مع إدارة أنمار الحائلي، التي تسلّمت النادي بأوراق مرتبة وملفات معدة وبرامج واضحة وميزانية مكتوبة (وهذا بشهادة أنمار نفسه ونائبه أحمد كعكي).
المعاناة الأكبر للإدارات جميعها، كانت تتمثَّل في استلام النادي وصندوقه خال من أي مبالغ مالية، يمكن أن تسير بها الأمور ولو (مؤقتاً) وعانت الإدارات (الإخيرة) من استلامها النادي والصندوق مليء بمطالب وملفات وديون واجبة السداد، نتيجة (المخلفات) التي تركتها بعض الإدارات السابقة.
بسبب ذلك و(غيره) كان الاتحاديون في كل موسم يقولون إنه (موسم استثنائي) أملاً في أن تنتهي المشاكل و(الدمار الشامل) والديون المتلتلة، لكن العقبات الكبيرة والمشاكل العديدة والخلافات (الاتحادية الاتحادية) كانت تعقد الأوضاع، وتفاقم الأمور وتزيد الأوضاع سوءاً، فينتهي الموسم والنادي لم يتقدم خطوة لأن القيود التي تكبله أكبر وأقوى ولأنها كانت تزداد، وكان أكبر ما يمسك بالنادي أمران مهمان الأمل وجمهوره الوفي.
الجمهور الوفي (جمهور الكيان) لم ولن يتغيّر (بحول الله) لكن الأمل الذي طال انتظاره، واستمر يدغدغ مشاعرهم مؤمنين بأنه آت لا محالة؛ اصبح اليوم واقعاً قريباً، بعد الإعلان (الرسمي) من معالي رئيس هيئة الرياضة عن (تسليم) دفة النادي ومقعد رئاسته للشخصية الاتحادية ورجل الأعمال الشاب (نواف المقيرن) قبل بداية من الموسم الرياضي القادم، والإعلان جاء قبل أكثر من شهرين كاملين، وهو أمر لم يحدث من سنوات طويلة، مما (بّشر) الاتحاديين بأن فجراً جديداً قادم (بإذن الله تعالى) لناديهم العريق، الذي لن يدخل الموسم القادم برئيس جديدة فحسب؛ وإنما هو رئيس (مقتدر) وسيسبق تسلمه (الكرسي الساخن) بدفع مبلغ مالي كبير مقدماً (50 مليون ريال) إضافة إلى أنه وُعِد بدعم (رسمي) معلن سيعزّز من موقفه وخطواته والثقة الكبيرة التي أعطيت له.
استطيع القول إن (المهم) للاتحاديين جميعاً قد تحقق، وبقي (الأهم) الذي يتطلعون إليه وها هو قد اقترب، فعليهم بالحمد لله رب العالمين والشكر لمن سبب ذلك ويقف وراءه بعد الله سبحانه وتعالى.
كلام مشفر
- إذا كان (المهم) للرئيس أنه تسلّم قرار مهمته مبكراً جداً، فإن هناك الكثير من (المهم) الذي سيجده، وهناك بواق من هذا (المهم) يثق الاتحاديون أنها ستكتمل وسيجدها (خالصة مخلصة) تقوي خطواته وتسرّع من عمله وإنجازات إدارته القادمه.
- ولعل أولها هو (إغلاق) ملف الديون والذي ينتظر ولا شك نتائج التحقيقات وقرارتها قادمة بعد أيام قليلة، وأهميتها تكمن أن الذين (ورّطوا) النادي في الديون المتلتلة، والذين (نهبوا) مقدراته في فترة ماضية سيتحمّلون ما اقترفته أياديهم ويعيدون أموال النادي صاغرين، ذلك وعد مقطوع نثق فيه تماماً.
- تصفية الديون بعد تحميل من تسببوا فيها، يخلق (بيئة) عمل رياضية غير مسبوقة في النادي وطبيعية للإدارة الجديدة، يتيح لها تركيز جهودها وميزانيتها لبرامج وأعمال وأبناء وألعاب وفرق النادي جميعها.
- من الأهم الذي ينتظره الاتحاديون أيضاً عودة داعمه الأكبر وثاني رجالات عصره الحديث (بعد الأمير طلال بن منصور - متعه الله بالصحة والعافية -) وأقصد الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ، وتلك هي (أمنية) كبرى لدى الاتحاديين (مشجعي الكيان) جميعاً بلا أستثاء.
- ولنتصور الاتحاد اليوم بالدعم اللوجستي والمادي من (الهيئة العامة للرياضة) وبرئيسه الجديد المقتدر ويكمله عودة (الداعم) الكبير؛ سيشكل ذلك حتماً (منبع) عطاء غير مسبوق، سيكتب - بإذن الله - تاريخاً إضافياً من جيد لنادي الأولويات والألقاب الكبيرة.
- حتى إن حاول البعض تجاهلهم أو تعمد لسبب أو لآخر، فإن سجلات الاتحاد كتبت بمداد من ذهب أسماء شخصيات كبيرة اقتعدت كرسيه الساخن باقتدر وجدارة وعمل، والأهم من ذلك كله بصدق وأمانه، التاريخ يذكرهم والتاريخ لا يكذب ولا يتجمّل.