حمد بن عبدالله القاضي
لعلني من أكثر من كتب عن مشاكل التأجير وتأخر حل القضايا التي تنشأ بين المؤجر والمستأجر سواء ما يتعلق بزيادة كبيرة يفرضها المالك على المؤجر ألا يخرج من السكن أو مماطلة المستأجر بدفع الإيجار المستحق وغيرها.
وهنا يلجأ الواحد منهما (للمحاكم العامة) التي تضيق بما فيها فيتأخر حل هذه المشكلات والتي تقول الإحصائيات الرسمية: إن قضايا التأجير لديها تزيد على 25 % من أعمالها ويصل مدة البتّ فيها إلى ما يصل لسنتين وأكثر حتى يمل المستأجر والمالك من المتابعة والشكوى وتضيع الحقوق، فضلاً عن ذلك فإن مثل هذه المشكلات لا تشجع على الاستثمار بالمجال السكني.
لقد فرح الناس بتدشين برنامج (إيجار) الاثنين الماضي وسعدت بحضور هذه الإنجاز المبارك وكتبت بذات الليلة تغريدة قلت فيها: (برنامج «إيجار» الذي تم تدشينه اليوم سينهي مشاكل التأجير من هضم حق للمستأجر أو مماطلة بالتسديد للمالك ويعتبر العقد الموحد بنداً تنفيذياً معتمداً لدى محاكم التنفيذ.. لقد جاء إنجازاً موفقاً ومحكماً لوزارة الإسكان وشريكتها وزارة العدل ومن ساندهم من الجهات الأخرى).
ووجدت التغريدة الفائض من التفاعل والإطراء لهذا الإنجاز.
***
لكن فوجئت بتساؤل أكثر من مغرد عن هذا البرنامج: هل سيحل بعقده الموحّد قضايا عقود الإيجارات القديمة وهي الأكثر فهناك آلاف المشكلات والشكاوى وضياع الحقوق بالعقود القديمة القائمة حالياً والتي ستجد مادام العقد القديم قائماً؛ وعلق مواطن آخر: هذا البرنامج إذا لم يحل الدعاوى القائمة حالياً سيبقى ناقصاً لا يحقق الهدف حيث ستظل المحاكم العامة تكتظ بدعاوى الإيجار وسيستمر المردود السلبي منها على راغبي الاستثمار السكني.
من هنا فإنني أدعو الوزارتين (العدل) و(الإسكان) إلى ضرورة معالجة العقود القديمة والمشاكل الناتجة عنها، وإلا يكون برنامج (إيجار) الذي فرح به الناس ناقصاً لن يؤدي كل الأهداف التي قصد إليها وأعرف حرص الوزيرين الكريمين د. وليد الصمعاني وأ. ماجد الحقيل ليحقق البرنامج أهدافه المتوخاة.. ومادامت وزارتاهما بمشاركة وتعاون رائع ببنهما أنجزتا هذا البرنانج، فتبقى ضرورة معالجة مشاكل العقود الماضية القائمة للعمل على إدخالها بالبرنامج وهي عقود قائمة وموثقة وموقعة من كافة الأطراف.. فما الذي يمنع من معاملتها معاملة العقود الجديدة وبهذا يكتمل هذا الإنجاز ولا يكون من باب (نقص القادرين على التمام).
إنه إنجاز نابه بذلت فيه الوزارتان جهوداً كبيرة على مدى يقارب سنتين وقد استطاع المسؤولون فيهما بدعم ومتابعة وزيريهما وبقيادة مسؤولي فريقي العمل بالإسكان م. محمد البطي وبالعدل الشيخ د. حمد الخضيري إنجازه على أفضل تنظيم.
وبعد؛ نريد أن نقول أخيراً لهذا البرنامج: «يا فرحة تمت «لا» يا فرحة نقصت؟!».
***
آخر الجداول
* بعض الأبيات أو المقولات تختزل تجارب الدنيا بكلمات محدودة والشعر النبطي -أقصد الجيد منه وهو قليل- قصائد وأبيات تعتمر الصدق وتبلور رؤية الإنسان العميقة لحقيقة وما يجري بهذه الحياة:
(هذي حياتي عشتها كيف ماجات
آخذ من أيامي واردْ العطيّة
ولاني بندمان على كل مافات
أخذت من حلو الزمان ورديّه)
خالد الفيصل