«الجزيرة» - محمد السنيد:
أطلقت الخطوط السعودية مبادرة نوعية جديدة ضمن مشروع استراتيجي سيتم تنفيذه لتطوير الأداء والخدمات والارتقاء بها بما يفوق تطلعات الضيوف ويحلق بها إلى آفاقٍ أرحب وفق أعلى معايير خدمات النقل الجوي، وتتضمن المبادرة النهوض بكافة الخدمات قبل وأثناء وبعد الرحلة، بدءاً من الموقع الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الذكية ومراكز الاتصال ومكاتب المبيعات مروراً بالخدمات في صالات المطارات وعلى متن الطائرات علاوةً على خدمات ما بعد البيع بما يشمل كافة مواقع الخدمة، بما يؤكد العلاقة الوثيقة التي تربط الناقل الوطني بضيوفها وتعزز ثقتهم به على مدى أكثر من سبعين عاماً.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمه قطاع الاتصال المؤسسي بالخطوط السعودية بمقر أكاديمية الخدمة الجوية بمحافظة جدة أمس الأربعاء 28 جمادى الأولى 1439هـ الموافق 14 فبراير 2018م للكشف عن المبادرة الجديدة واستعراض ما تم إنجازه خلال العام الماضي بحضور مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر والرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السعودية للنقل الجوي يان البريخت وعدد من المسؤولين بالشركة، كما حظي اللقاء بوجود كثيف من مختلف وسائل الإعلام.
وبدأ المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم، ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً تضمّن استعراضاً لأبرز نتائج الأداء التشغيلي خلال العام الماضي 2017م وملامح الخطة التشغيلية للفترة المقبلة من العام الجاري 2018م، بما في ذلك ضخ المزيد من السعة المقعدية والرحلات على القطاع الداخلي والتوسع في القطاع الدولي بالتشغيل إلى محطات جديدة.
وألقى يان البريخت كلمةً استهلها بتأكيده أن المملكة تزخر بكوادر وطنية عالية الكفاءة والتأهيل فهم الثروة الحقيقة التي يتم الاعتماد عليها في تحقيق الإنجازات حيث إن هذا الأمر قد لاحظه منذ قدومه للمملكة، والأمر ينطبق على الخطوط السعودية فلديها كل متطلبات النجاح والتميز في مجال صناعة النقل الجوي إلى جانب أنها تضم نخبة من الموظفين القادرين على الابتكار والتميز والانتقال بالخدمات إلى مستويات عالمية.
وأشار البريخت إلى أن العام الماضي شهد تحقيق العديد من الأهداف التشغيلية وظهر ذلك جلياً في تقارير الأداء، كما أنه العام الذي تم من خلاله مواصلة تطوير منظومة الخدمات وتقديم المبادرات النوعية التي تجاوزت توقعات الضيوف، وكل تلك النجاحات هي محطة ننطلق منها إلى مرحلة أخرى من التحديات لتحقيق نجاحات أكبر وإنجازات أخرى، كما نوه إلى أن الأهداف والطموحات سقفها مرتفع ولدينا ولاء من العديد من الضيوف ولكن كل تلك المكتسبات لا تكفي فسوق الطيران يشهد منافسة كبيرة ولا يتأتّى النجاح إلا ببذل مزيد من الجهود.
إثر ذلك ألقى المهندس صالح الجاسر كلمةً أفصح خلالها عن المبادرة النوعية التي يتم اليوم الإعلان عنها قائلاً:
«يسرني أن أعلن أمامكم أن رحلة التميز للناقل الوطني وهدفه الاستراتيجي الجديد بإطلاقِ المشروعِ الشامل الـ(TOP5) لتكون الخطوط السعودية مصنَّفة كشركة خمسة نجوم وهو نادي الصفوة لشركات الطيران الرائدة بالعالم وذلك بنهاية العام المقبل حسب تصنيف «سكاي تراكس» الذي يُعلَن صيف العام التالي وذلك عبر عمليةٍ شاملةٍ لتطوير تجربة السفر في كافة مراحلها بدءاً من مرحلة ما قبل الرحلة مُروراً بعملية الحجز والشراء والخدمةِ الأرضية وعلى متن الطائرة وخدمات الوصول ومرحلة ما بعد الرحلة لتكون على أعلى مستوىً في كل مرة بما في ذلك التعامل المهني وتقديم الرعاية الفائقة عند تعرض أيَّةِ رحلة لظروف تشغيلية غير مواتِية».
وأضاف أن هذا المشروع الاستراتيجي ليس الوحيد بل يُعد أحد الـمشاريع الكبرى للمؤسسة التي تشهد تطوراً شاملاً يتَّسق مع برامج التنمية الشاملة والـمشاريع الاستراتيجية الملهمة التي يشهدها الوطن في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ أيده الله ـ وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظه الله ـ برؤيتهم الملهمة للوطن عموما ولقطاع الطيران على وجه الخصوص حيث إن هذا القطاع يمثل إحدى أهم ركائز رؤية المملكة 2030».
كما شدد على أن هذا المشروع يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل ونحن على ثقة بوصول رحلتنا إلى وجهتها بعون الله وتوفيقه بالوقت المحدد ثم بالسواعد المحفَّزة لأبناء «السعودية» الأوفياء الذين أثبتوا خلال رحلة التحول منذ منتصف عام 2015م وما تم إنجازه من مبادرات وأهداف حتى الآن أن العنصر البشري هو أهم الموارد وأنه متى توافرت الإرادة والعزيمة فعنان السماء هو حَدُّ الطموحات.. هذه العبارةُ الخالدة لسُموِ وليِّ العهد ـ حفظه الله ـ ومن سموه نستلهمُ الهِممَ والأفكارَ المُلهِمة.
وبيّن الجاسر أنه تم وضع جدول زمني لمتابعة مراحل تنفيذ المشروع في الوقت المحدد، ويتخلل ذلك عقد برامج تدريبية مكثفة لكافة منسوبي «السعودية» بما يضمن تنفيذ المشروع وفق ما تم التخطيط له.
وسوف يتضمن هذا المشروع العديد من القفزات الهائلة في منظومة الخدمات من بينها الترحيب المميز فور دخول الطائرة وكذلك إنشاء درجات أولى وأعمال وضيافة وفق أعلى المواصفات، إلى جانب وجود طهاة مدربين على درجتي الأولى والأعمال لتقديم أفخر الوجبات مع تقديم خدمة طعم فندقية لدرجة الضيافة، إنشاء صالات للضيوف دائمي السفر بمزايا عالمية بالإضافة إلى مركز عالمي لخدمة الضيوف.
وعبّر الجاسر عن شكره وتقديره لكافة منسوبي «السعودية» وشركاتها ووحداتها الاستراتيجية باختلاف مستوياتهم الوظيفية ومواقعهم ومهامهم لجهودهم المخلصة وتفانيهم ومشاركتهم الفعالة في تحقيق هذه النجاحات والإنجازات خلال عام 2017م مؤكداً بأنه على ثقة أن ما تحقق سيكون حافزاً لتحقيق المزيد من التفوق بمشيئة الله.
وأضاف أن النجاح المميز لخطة «السعودية» التشغيلية خلال عام 2017م لم يكن نجاحاً عارضاً بل جاء تتويجاً لنجاحاتٍ متواصلة وفي سياق نمو شامل تشهده المؤسسة منذ اطلاق برنامج التحول والخطة الاستراتيجية 2020 صيف عام 2015م بركائزها الرئيسية وفي مقدمتها الاستثمار في العنصر البشري وتحديث وتنمية الأسطول ورفع الكفاءة التشغيلية وزيادة السعة المقعدية الداخلية والتوسع في التشغيل الدولي وتطوير الخدمات والمنتجات بما يناسب كافة شرائح الضيوف، فهي بحساب الزمن قد مضى ثلاثون شهراً منذ إطلاق برنامج التحول حيث تم خلالها إنجاز الكثير من مبادرات التحول في العديد من المجالات ومن بينها الاستثمار في العنصر البشري من خلال برامج التدريب المنتهي بالتوظيف كبرنامج رواد المستقبل إلى جانب إبرام الاتفاقية مع وزارة التعليم لابتعاث خمسة آلاف شاب لدراسة علوم الطيران وهندسة وصناعة الطائرات وغيرها من البرامج المتنوعة، كما تم خلال العام الماضي عقد أكثر من أربعة آلاف دورة وبرنامج تدريبي وورشة عمل استفاد منها أكثر من خمسة وعشرين ألف موظف وموظفة من منسوبي المؤسسة».
وتابع : «بما أننا نعقد هذا اللقاء في أكاديمية الخدمة الجوية فمن المهم الإشارة إلى أن هذا الصرح الأكاديمي الوطني وخلال عامين فقط منذ تدشينه قدم لنا نماذج مشرفة من الملاحين تعتز بهم المؤسسة وتفتخر بما وصلوا إليه من تأهيل ومهارة إلى أن أصبحوا مطلبا للمشاركة في تنظيم المناسبة العالمية ومنها ملتقى مستقبل الاستثمار في الرياض حيث تم الإعلان عن مشروع المستقبل نيوم واحتفال اليونسكو بيوم اللغة العربية في باريس وغيرها من المناسبات المماثلة».
كما أشار الجاسر إلى أن المبادرات كذلك قد شملت تحديث وتنمية الأسطول، حيث تواصل «السعودية» تنفيذ هذا البرنامج بعد أن تم توقيع اتفاقيتين للاستحواذ على (113) طائرة من أحدث ما انتجته مصانع الطائرات في العالم وتم خلال عامين فقط استلام (61) طائرة جديدة معظمها عريضة البدن منها (33) طائرة تم استلامها خلال العام الماضي وهو اكبر عدد من الطائرات يتم استلامه في عام واحد وخلال شهري يناير وفبراير من عام 2018م تم استلام (5) طائرات جديدة من مجموع (19) طائرة حديثة يتم استلامها خلال العام الجاري، وانخفض معدَّل عمر الأسطول إلى أقل من (5) سنوات وهو من أقل معدَّلات أعمار الأساطيل على مستوى شركات الطيران الكُبرى في العالم، ويبلغ عدد طائرات أسطول «السعودية» حاليا (144) طائرة بخلاف طائرات أديل والطيران الخاص والبيرق والحج والعمرة والشحن.
وأبان الجاسر أنه وخلال عامين فقط أضافت «السعودية» أكثر من (5) ملايين مقعد إلى السعة المقعدية للقطاع الداخلي وأضافت (9) وجهات دولية جديدة تتمثل في المالديف، الجزائر، أنقرة، ميونيخ، ملطان، بورتسودان، موريشيوس، ترافندروم، وبغداد، كما أطلقت «السعودية» في إطار مبادرات تحسين الخدمات برنامجاً لتطوير الخدمة الشاملة في كافة المواقع شمل الخدمات الأرضية والجوية بالإضافة إلى البنية التقنية وكذلك تطبيقات الأجهزة الذكية إلى جانب مكاتب المبيعات الداخلية والدولية وكذلك صالات الفرسان وبرامج الترفيه على متن الطائرات وغير ذلك من الخدمات التي يلمسها الضيف الكريم قبل وأثناء وبعد الخدمة.
وقال: «وضمن مبادرات تطوير المنتجات أطلقت المؤسسة طيران البيرق بخدماته المميزة إلى جانب طيران السعودية الخاص ثم أكملت عقد منتجاتها المتنوعة المناسبة لكافة شرائح الضيوف بتدشين الرحلات المنتظمة لطيران أديل ـ ذراع الطيران الاقتصادي للمؤسسة ـ والتي حققت نجاحا باهرا منذ انطلاقتها وزادت وجاهتها إلى سبعِ وجهات وضاعفت رحلاتها بين الرياض وجدة إلى 14 رحلة في الاتجاهين يوميا وانضمت لشقيقتها الكبرى «السعودية» بمنتجاتها الخاصة ودرجات السفر المتنوعة ومنها جناح الدرجة الأولى المميز، وطيران البيرق في تقديم خدمات النقل الجوي المنتظم بين كافة مناطق المملكة».
وأكد الجاسر أن المجال لا يتسع لاستعراض كل ما تم إنجازه من مبادرات والتي تمت بعد توفيق الله، بفضل جهود كافة منسوبي «السعودية»، مشيراً إلى أن كل تلك الجهود كانت ثمرتها أن نالت «السعودية» العديد من الجوائز الدولية عبر مجموعة شركاتها في مجال الخدمات بكافة انواعها والتموين والشحن وفي طليعة هذه الجوائز جائزة أفضل شركات الطيران تحسنا في العالم وهذه الجائزة ليست غاية في حد ذاتها لكنها مقياس يُظهر تطور الأداء ويحفز للمزيد من العطاء للوصول بالناقل الوطني للمملكة إلى المكانة التي نتطلع إليها جميعا ضمن أفضل شركات الطيران في العالم وهو ما نعمل من أجله، منوهاً في نفس الوقت أن النجاحات لم تقتصر على النمو التشغيلي وتطور الأداء والخدمات والمنتجات بل يشمل تطوير وتحديث الأنظمة والإجراءات الداخلية بما يتناسب ومتطلبات المرحلة الحالية وتضمّن هذا التطوير أنظمة التعيين والترقيات وأخلاقيات العمل والحوكمة وكذلك الأنظمة المالية حيث أنه ولأول مرة في تاريخ المؤسسة يتم اعتماد ميزانية صفرية بدلا من تراكمية لتكون أكثر دقة في استثمار الموارد وتقدير الإيرادات والمصروفات وفق أسس التشغيل التجاري فلم تعد الخطوط السعودية عبئا على ميزانية الدولة بل منظومة متكاملة من الشركات المتخصصة في صناعة النقل الجوي تعمل وفق أسس تجارية وتهدف إلى الإستثمار الأمثل في تطوير الخدمات والمنتجات ومواصلة النمو وتحقيق الربحية ولأول مرة في تاريخ المؤسسة تم تحقيق ربحية على المستوى الشهري خلال عام 2017م، ونطمح لتحقيق الربحية على المستوى الفصلي سواء ربع أو نصف العام على أن يتم تحقيق الربحية على مدى العام اعتبارا من عام 2019م بمشيئة الله أي قبل الموعد المستهدف بعام.
وبيّن الجاسر أن الخطوط السعودية ليست مجرد شركة طيران بل مؤسسة وطنية رائدة تضم تحت مظلتها مجموعة متكاملة من الشركات المتخصصة في صناعة الطيران والنقل الجوي في مقدمتها شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي التي نحتفي اليوم بنتائج أدائها التشغيلي خلال 2017م واستعراض ملامح المرحلة المقبلة والهدف الاستراتيجي الجديد للشركة، وكذلك شركات الخطوط السعودية للشحن، الخطوط السعودية للتموين، السعودية لهندسة وصناعة الطيران، السعودية للخدمات الأرضية، أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، طيران السعودية الخاص، فلاي أديل، وشركات أخرى مساندة وجميعها تمثل مجموعة الخطوط السعودية التي تسهم بدور فعال عبر هذه المجموعة من الشركات في دعم برامج التنمية والاقتصاد الوطني وتحديدا قطاع الطيران والنقل الجوي الذي يُعد أحد القطاعات الرئيسية المستهدفة بالتطوير والاستثمار في رؤية المملكة 2030.
بعد ذلك تابع الحضور عرضاً موجزاً لملامح طريقة تقديم الخدمة الجديدة في جميع مواقع والتي تستهدف تقديم أفخم الوجبات عن طريق طهاة مدربين على درجتي الأولى والأعمال إلى جانب تقديم خدمة فندقية على درجة الضيافة وإحداث نقلة كبيرة في كافة درجات السفر وصالات الفرسان وغيرها.