«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
هي مجرد «حبة» لكن لها أسماء كثيرة ومتعددة حتى أشكالها أيضاً فمنها الصغير جداً والذي لا يكاد يشاهد ومنها الكبير الذي قد يحتل مساحة كبيرة من وجه الإنسان أكان رجلاً أم امرأة. وهي حبة خال والشامة. والحسنة وحبة الجمال. ومن أجلها وما تضفيه على من حظي بها خصوصاً في موقع ما من الوجه والتي تزيده جمالاً وتميزاً. ولقد كتب الكثير عن ارتباط بعض المشاهير بنساء شهيرات تميزن بالجمال والفتنة وكان وراء هذا الافتتنان هو تميزهن بحبة (الخال) كما حدث لكل من ليزا تايلور أو مارلين مونرو.. فعندما سأل أحد الصحفيين زوجها الشاب «كونراد نيكي هيلتون» ماذا أعجبك في ليزا لترتبط بها فرد عليه أنها متميزة في مختلف الجوانب ولا يمكن أن أنسى سحر وجهها الجميل وفتنة « الحسنة» في هذا الوجه.
وعندما كان بعض جنود البحرية الأمريكية يضعون صور الممثلة مارلين في غرفهم كان وراء ذلك افتنانهم بوجهها وحبة الخال التي كانت تشكل جمالاً وجاذبية.. ولقد افتتن الشعراء بحبة الخال فقالوا فيها الكثير الكثير. ومنها ما قاله الشاعر ابن ياقوت والذي اطربنا المطرب العراقي القدير ناظم الغزالي فقال:
له خال على صفحات خد كنقطة عنبر في صحن مرمر
وألحاظ كأسياف تنادي على عاصي الهوى الله أكبر!
هذا وتذكر كتب التاريخ أن الإعجاب بحبة الخال في المرأة كان منذ القدم بل كان أمراً مفروقاً منه مما شجع البعض من النساء بوضع هذه الحبة «الخال» على وجهها إذا كانت لا توجد. لذلك رسمت العديد من النساء هذه الحبة الجميلة والفاتنة في وجوههن حتى لتبدو شبيهة بحبة «الخال» الطبيعية وكانت نساء قصور أباطرة فرنسا من أشهر من اهتم برسم هذه الحبة الفاتنة.
وحبة الخال الطبيعية تأتي مع المولود أكان ذكراً أم أنثى وهي عادة لاتزول مع الأيام فهي موجودة في الجسد حتى الممات.. لتشكل علامة بارزة من معالم الإنسان فتجد في البطاقات الشخصية التي يحملها المواطن في مختلف دول العالم حقلاً يشير إلى العلامة التي تميزه. فيكتب عادة يوجد به حبة «خال» بجانب. أنفه أو عينه أو تحت شفته... إلخ.
ومن الأشياء اللافتة أو حتى المتعبة لهذه «الحبة» هي وجودها في وجوه الرجال في المنطقة التي عادة ما يحلقها يومياً، حيث يحترس الواحد منهم ممن يحملها في هذا المكان أن لا يجرحها وبالتالي يحاول أن يتفاداها بصورة استثنائية ولا حتى يحكها أو يثيرها خوفاً من عواقب -لاسمح الله- فربما التهبت أو تسببت في مرض جلدي.
ويشير أطباء الجلد إلى أن حبة «خال» واحدة من بين عشرة آلاف حبة قد تكون سرطانية وهذا لا يعني أن هناك خطراً فالخطر ولله الحمد ضعيف جداً.. لكن من الواجب الحذر. والاستشاريون المتخصصون في أمراض الجلد وحدهم الذي لديهم المعرفة الدقيقة وكيف يميزون بين حبة «الخال» البريئة والمشتبه بها. فهناك فحوصات تجرى عادة وبدقة، في حالة الاشتباه -لاسمح الله- في طبيعة الحبة.