خالد الربيعان
يقول لك قائل: صدعتم رؤوسنا يا أخي، طفرات وثورات، قرارات وإنجازات، مجرد أوامر وكلام مُرسل، ماذا تحقق على أرض الواقع؟ حديثي معك اليوم يا عزيزي يقول لك بماذا ترد على مثل هذا، ولماذا أنا بشكل عام متفائل وفرِح بما تحقق الشهور الماضية!
أقول لك، الآن أصبح عندنا أعلى عقد رعاية وبث تلفزيوني في تاريخ الشرق الأوسط! على الواقع وقبل مرور حتى سنة على هذه الثورة الرياضية أصبح سعر موسم الدوري السعودي 660 مليون ريال! أصبحت الأندية تحس إحساس من كان يقاوم الاختناق والضعف، ثم إذا بدفعة من الهواء النقي تدخل رئتيه، تنعشه، وتعطي له الأمل والمزيد من مساحة بها استقرار ومداخيل وسعة حركة، وتفكير في المستقبل!
على الأرض وبالفعل الآن أصبح لنا سفراء في واحد من أقوى دوريات العالم، ويكفي التواجد فقط والتدريب ومعايشة الأجواء في رأيي وإن لم يشارك كل لاعبينا بشكل منتظم، فهذه خبرة في حد ذاتها تفرق بينهم وبين لاعب آخر وتضيف إليهم شيئاً جديداً .
على أرض الواقع أنديتنا لها إدارات جديدة، مختلفة، اختيرت بعناية «لأهداف معينة» لا بد من تنفيذها، فوقهم رقابة قوية وتوجيه واعتناء لم يكن موجوداً من قبل، وشاهدت بنفسك - يا عزيزي - إدارات ورؤساء كانوا يوجودون في النادي بصفة «رئيس ومالك استراحة»! يفعل ما يشاء حتى أُوغِلَت أقدام بعض الأندية العريقة في مشكلات مالية وصلت لـ»لفيفا»! وأيضاً حتى هؤلاء سيتم محاسبتهم، وجارٍ التحقيق معهم «على أرض الواقع»!
أصبح دورينا شديد التنافسية! نعم. الدوري الإنجليزي فارق بين الأول والثاني أكثر من 10 نقاط، وهكذا الألماني وفارق كبير في الإسباني أما هنا فالدوري في الملعب والفارق نقطتان! بجانب دوري آخر بين جماهير الأندية في مبادرة «ادعم ناديك» والتي تصب في خزينة الأندية! جدل آخر مستعر وحار يتابعه وينشر تحديثاته رئيس هيئة الرياضة بشخصه أولاً بأول!
والموسم القادم سيكون العدد 16 فريقاً وستكون التنافسية أكثر، وهو مبدأ من مبادئ التسويق الرياضي لأنه يحسن المنتج في نظر الرعاة والمستثمرين، وعلى الأرض أيضاً أصبح لدينا أكثر من 15 اتحاداً جديداً لرياضات شعبية وأصيلة كالخيول والهجن، وأخرى حديثة وحتى الإلكترونية!
اهتمام بدوري الدرجة الأولى والثانية وإيجاد ناقل للبث ورعاة بجانب الدعم المالي الذي قدم بالفعل، فهذه أندية ولها شعبيتها ومتابعوها ومناطقها بطول وعرض المملكة، نقل البطولات الأخرى غير الدوري لدائرة الضوء ذاتها، كأس خادم الحرمين وكأس السوبر، أهمية قصوى بعد رفع مكافأة البطل وتغيير المسمى هنا وتغيير نظام الاختيار هناك .
الآن تشاهد أكاديمية لحراس المرمى متخصصة في ذلك مقرها الرياض ويشرف عليها أسطورة هو أوليفر كان، وتعجب من التنسيق والتفاهم بينه وبين مدربي الأندية وقياداتها كان آخرها طرفي الديربي الأخير الهلال والنصر .
حتى أبعد الناس عن ممارسة الرياضة باحترافية أصبح له الإمكانية لممارستها ودافع للتميز فيها، فسباقات المشي وماراثون الرياض الدولي الأخير تبلغ جوائزه 2 مليوني ريال وهي جائزة أكبر من جوائز بعض دوريات كرة القدم وبطولاتها.
فلو قال قائل لك: يا عزيزي أين الإنجازات أنا لا أراها، قل له اهبط أنت على الأرض. وستراها!
دلع!
لاعبو الهلال خسروا 10 آلاف ريال مكافأة فوز كل لاعب في هذه المباراة، الأمر الذي ينقلنا لفكرة وجود أب كبير للأندية الآن! يقوم بتدليلهم إلى الدرجة التي يعدهم فيها بمكافأة في كل بطولة وكل مباراة مهمة يؤدونها. هذا الكلام يا قوم لا يوجد في أي مكان في العالم صدقوني! أتمنى أن لا يفسد هذا الدلع بعض اللاعبين ويقررون عدم مغادرة هذا «البيت الكبير» إلى الخارج أبداً!