أحمد بن عبدالرحمن الجبير
سنوات طويلة ومهرجان الجنادرية يشكل أحد المعالم الثقافية البارزة في المملكة، كان ملتقى للمفكرين وللمثقفين والأدباء، وكان يشكل واحداً من الخطوط الأمامية للدبلوماسية الثقافية السعودية، والقوة الناعمة التي تراكمت خلال تلك السنوات، والتي استقطبت قامات ثقافية عربية وعالمية، وكان المهرجان حالة إثراء ثقافي، وتطور مع الوقت ليعزز الاهتمام بالتراث الوطني السعودي.
وأصبحت قرية الجنادرية محط اهتمام العديدين، وسوقا للباعة والأسر المنتجة، حيث كنا نتمنى أن تشاد قرية الجنادرية كمعلم سعودي بارز وأن تكون مفتوحة على مدار العام، شريطة احتفاظها بنكهتها التراثية، في جميع جوانبها من أطعمة شعبية، وكل المستلزمات التراثية التي يزورها أي قادم وسائح للرياض، وان يكون فيها شقق سكنية، وفنادق ذات طابع تراثي.
وعليه تعد الجنادرية اليوم عنصر جذب للزائرين، وفرصة عظيمة لتفعيل الاستثمار الاقتصادي لتضيف دعماً ومورداً آخر للاقتصاد الوطني، وتسهم في استيعاب الأيدي العاملة الوطنية، وتنمية الموارد الاقتصادية للأسر المنتجة من خلال منحهم الأولوية في عصرنا الحاضر عهد الازدهار وعهد ملك الحزم، والعزم الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله –.
لقد سعت الجنادرية إلى فتح أبواب رزق كثيرة للحرفيين، والمهنيين من جديد، وأعيد إحياء مهن كانت قد اندثرت، بمشاركات فاعلة من جميع مناطق المملكة بمقتنيات، وبضائع قيمة وصناعات وطنية، ومقتنيات شعبية، وتراثية حيث جمع المهرجان عدداً كبيراً من الصناع والحرفيين والممتهنين، والهواة من كل أنحاء الوطن، لمزاولة صناعاتهم التقليدية، وعرضها التراثية وبيعها للجمهور.
لذا يفترض استغلال فعاليات مهرجان الجنادرية كل عام، وألا تقتصر هذه الفعاليات على أيام الجنادرية فقط، بل نتمنى أن تستمر قرية الجنادرية التراثية على مدار العام كله مما يرفع من شأن وتنمية هذه الحرف وانتشارها، والدعاية لها، والسعي إلى استيعاب هؤلاء الحرفيين، وإبراز مواهبهم وفتح مراكز التدريب وأبواب العمل والتجارة لهم، وإيجاد فرص العمل الكريم لهم، ولأسرهم للمساهمة في حل مشكلة البطالة.
كما ينبغي إشراك القطاع الخاص في دعم هذه المشاريع، وتحقيق مزيد من الشراكة بين القطاع الرسمي، والقطاع الخاص بالشكل الذي يصل إلى تحقيق الهدف المنشود، وهو تنمية الاقتصاد الوطني، وإيجاد فرص عمل للمواطنين، وموارد اقتصادية أخرى غير النفطية في ظل التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م ويقودهم سمو ولي العهد الأمين بكل اقتدار.
والجنادرية ببعديها الثقافي، والاقتصادي يجب أن يكون لها نموذج خاص مع التوجه نحو الترفيه الذي لا يتقاطع مع التراث، وثقافة وقيم المجتمع، بحيث تكون مدينة سياحية تراثية متكاملة، فكل زائر يلحظ وبشكل لافت تنوع فعاليات الجنادرية، ومهرجاناتها الفنية، والترفيهية والتراثية، وقوة عمليات البيع والشراء فيها وهي في ازديادها عامًا بعد عام.
فشكراً لخادم الحرمين الشريفين لرعايته مهرجان (الجنادرية) وشكراً للأمير الرائع، والمتألق سمو ولي العهد الامين محمد بن سلمان، والشكر موصول لسمو رئبيس الحرس الوطني الأمير خالد بن عياف، ولنائبه معالي الأستاذ عبدالمحسن التويجري، ولكل من شارك، وأسهم في نجاح مهرجان الجنادرية لهذا العام وكل عام.