«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - تستضيف المملكة أكبر حشد لمنظمات عالمية أممية إنسانية وحقوقية منتدى ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث تنطلق فعالياته يوم 26-27 فبراير 2018 في مدينة الرياض وسوف يلقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كلمة أمام وفود المنتدى المشاركين من جميع أنحاء العالم والدول العربية والإسلامية.
وقال معالي د. عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة بأن المنتدى يعد المنتدى الأول وهو الأول من نوعه في المملكة، حيث يأتي امتدادًا للمناسبات والفعاليات الإنسانية العالمية السابقة الرامية لمواكبة أحدث التطورات ذات الصلة بالعمل الإنساني والإغاثي واستحداث تدابير عملية وفعالة تراعي الاحتياجات المتغيرة على أرض الواقع.
وأضاف د. الربيعة بأن هذا المنتدى يوفر على مدى يومين منصة مثالية تجمع بين المختصين وكبار صناع القرار من كافة أطياف المجتمع الإنساني الدولي ويشارك فيه ممثلون رفيعو المستوى للهيئات والمؤسسات الأممية والعالمية والمحلية وسيقوم المنتدى على امتداد جلساته، التي تعقد بمشاركة ممثلين من أكثر من 60 دولة بينهم عدد من رؤساء الدول ورؤساء الهيئات الإنسانية الدولية وممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجموعات البحثية المتخصصة باستعراض وتعديل المبادرات الإنسانية السابقة لتعكس آخر التطورات على أرض الواقع من أجل تحسين مستوى الخدمات والمساعدات المقدمة لضحايا النزاعات، بمن فيهم اللاجئون وغيرهم من الفئات التي تحتاج إلى مساعدات عاجلة.
وقال معالي الدكتور الربيعة: اضطلعت المملكة العربية السعودية طوال تاريخها بدور إنساني رائد في خدمة المجتمع الدولي في مختلف أنحاء العالم، إدراكًا لأهمية دورها في التخفيف من المعاناة الإنسانية وإتاحة الفرصة لجميع البشر للتمتع بحياة صحية وكريمة. وتأكيدًا لالتزامها المستمر في مد يد العون للمحتاجين أينما وجدوا، وجهت قيادتنا الحكيمة للمملكة متمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بهدف إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج عبر توفير ومتابعة إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لمن هم في أمس الحاجة إليها خارج المملكة.
وأضاف: تم افتتاح المركز في الثالث عشر من مايو عام 2015م ليبدأ بممارسة نشاطاته من البعد الإنساني الذي يقوم عليه وليمضي قدمًا في مساعيه لإغاثة المجتمعات ورفع معاناتها لكي تحظى بفرصة عيش حياة كريمة، مما جعله امتدادًا طبيعيًا للدور الإنساني للمملكة ورسالتها النبيلة في هذا المجال. وقد نفذ المركز - حتى تاريخه - 328 مشروعًا في 38 بلدًا، وتركزت أغلبية برامجنا على كل من اليمن وسوريا والعراق والصومال. ويبلغ عدد المؤسسات الإنسانية الشريكة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 119 مؤسسة تضم هيئات أممية والعديد من المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية الأخرى، كما تشمل قائمة القطاعات الرئيسة التي تستهدفها مشاريع المركز: الأمن الغذائي والصحة (مع التركيز بشكل خاص على النساء والأطفال) والتغذية والمياه والصرف الصحي والتعليم، إلى جانب بعض المشاريع ذات الطبيعة الخاصة - مثل مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن.
وتابع: «ينشط المركز أيضًا في مجال برامج اللاجئين، وتضم قائمة مشاريعه في هذا الصدد مشروعًا - شارف على الانتهاء- يستهدف بناء قرية من 300 وحدة سكنية في جيبوتي لإيواء اللاجئين اليمنيين وتزويدهم بالمرافق المدرسية وخدمات الرعاية الصحية. كما استقبلت المملكة على أراضيها 561 ألف يمني و262 ألف سوري 249 ألف لاجئ من أقلية الروهينجا البورمية، حيث قدمت لهم كافة التسهيلات وأتاحت لهم كافة الخدمات العامة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل لينعموا بحياة كريمة وسط حفاوة وترحاب المجتمع السعودي. وانطلاقًا من رسالة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» ونظرًا للحاجة العالمية المتزايدة لرفع حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية، رأى المركز الفرصة سانحة لاستضافة «منتدى الرياض الإنساني الدولي الأول» في فندق انتركونتيننتال بالعاصمة الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال الفترة من 26 إلى 27 فبراير 2018م».
وأردف قائلاً: «يمثل المنتدى فرصة غير مسبوقة لإحداث تغيير هادف وبناء وعملي في مجال العمل الإنساني بحيث يعكس الجوانب الأكثر إلحاحًا في هذا الصدد. وسيتناول المتحدثون خلال جلسات المنتدى القضايا الرئيسة ذات الصلة بتخطيط الأعمال الإنسانية وإيصالها للفئات المستهدفة، فضلاً عن حث المشاركين على وضع إستراتيجيات جديدة تتيح الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين حول العالم»، مشيرًا إلى أن المواضيع الرئيسة للمنتدى تشمل: المساعدات الإنسانية، والقدرة على تأمين الاحتياجات الإنسانية وتمويلها، والابتكارات والإصلاح وتوطين المساعدات. وقد حظي المنتدى باستجابة قوية منذ الإعلان عنه ومن المتوقع أن يشارك فيه ممثلون عن 45 منظمة دولية وإقليمية.
وتحدث الربيعة للصحفيين بأن المنتدى سوف يبحث التكامل بين المساعدات الإنسانية والتنمية وتطوير السياسات في ظل الظروف التشغيلية الدائمة بسبب النزوح والهجرة وتحسين الاستجابة للأزمات الإنسانية والتحديات والمسؤوليات التي تواجه العمل الإنساني ودور المنظمات والمانحين من خلال علماء وخبراء ورؤساء منظمات أممية.
وأضاف الربيعة بأن هناك جلسات مهمة تبحث قضايا تهم العالم مؤكدًا بأن هذا المؤتمر ليس موجهًا لليمن... بل للعالم ونحن متفائلون بتخريج نتائج وتوجيهات ترفع للأمم المتحدة.
وحول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة قال بالطبع وجهنا الدعوة له ونحن نثق بأنه سوف يحرص على الحضور إلى هذا المنتدى المهم مشيرًا إلى أن من أهداف المنتدى تطوير ورفع جودة العمل الإنساني لأن هذا المؤتمر عالميًا ويبحث قضايا تعود على الإنسانية بالفائدة.
وقال السيد - محمد شريف أحمد ممثل المنظمة العالمية للهجرة والسيد - أشرف حمودة ممثل برنامج الأغذية العالمية لأن هذا المنتدى يعكس حرص المملكة على العمل الإنساني مؤكدين بأن للملكة دورًا مهمًا في القضايا الإنسانية على مستوى العالم والمملكة شريك قوي لجميع المنظمات مشيرين إلى أن بعض المنظمات كادت تفلس لولا دعم ومساندة المملكة مقدرين لمركز الملك سلمان هذا الجهد وهذا العمل الذي يجتمع فيه رؤساء قادة العمل الخيري والإنساني في العالم.