عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. لم ترتق مباراة قطبي العاصمة الهلال والنصر مساء الخميس الماضي فنياً إلى المستوى المأمول والذي توقعه الجميع عطفاً على الكم الهائل من التعاقدات والتبديلات الفنية التي أجراها كل من الفريقين في الاستقطابات الشتوية، حيث لعب وقدم النصر كل ما لديه في الشوط الأول فقط، حيث استطاع أن يخرج متقدماً بالمستوى والنتيجة في حين غاب الهلال وكان دفاعه غير منظم ويلعب بعشوائية غريبة واستقبل هدفين كانت مرجحة للزيادة لو أن المهاجمين في الفريق الأصفر استغلوا الفرص التي أتيحت لهم قبل أن ينتهي الشوط الأول.
ورغم أن الفريق الهلالي استطاع تسجيل هدف إلا أن أداء لاعبيه في الشوط الأول كان خارج التغطية وبدون تركيز أو تنظيم ليأتي الشوط الثاني الذي كان هلاليا بكامله، حيث اختفى حارس الهلال طوال الشوط الثاني ولم نشاهده، واستحوذ الفريق الهلالي على كامل الملعب دون أي ردة فعل من قبل لاعبي فريق النصر والذي اكتفى لاعبوه بإقفال المنطقة والاستبسال عن مرماهم طوال الشوط حتى آخر دقيقتين عندما استطاع الهلال تعديل النتيجة للتعادل بمجهود واحترافية للاعبه المغربي ابن شرقي، لينتهي اللقاء بالتعادل بين الفريقين الكبيرين ويخرج اللاعبون والجميع بروح رياضية، وإذا كان هناك من سلبية واضحة في المباراة فهي (حكم) اللقاء المجري الذي تفنن في توزيع البطاقات على لاعبي النصر وغض النظر عن ضربة جزاء للهلال ومثلها للنصر وطرد أحد لاعبي الفريق النصراوي وهو المحترف التونسي الجديد، وعلى العموم هناك شيء أكثر من إيجابي وهو جمهور الفريقين وخاصة العوائل والأطفال الذين كانوا في قمة سعادتهم وهم يحضرون أول ديربي لقطبي العاصمة، وإذا كان هناك عذر أو مبرر لقصر مدة الإعداد والانسجام للاعبين الملتحقين مؤخراً فإننا نتطلع أن نشاهد لقاءات أكثر إثارة وأعلى مستوى وهذا ما يتطلع إليه الجميع خاصة بعد رفع عدد المحترفين الأجانب والاستقطابات المحلية الأخيرة وكل ديربي والجميع بخير.
نقاط للتأمل
- آسيوياً لم يرتق أداء ونتائج ممثلينا الأهلي والهلال إلى تطلعات الشارع الرياضي، حيث كان أداء الفريق الأهلاوي باهتا وحقق فوزا ضعيفا رغم أهميته، وفي الرياض عجز الهلال عن إثبات أحقيته وكسب الثلاث نقاط وخرج متعادلا بما يعتبر بداية مخيبة، فلم يستغل عامل الأرض والجمهور والتعاقدات الجديدة التي عملتها إدارة النادي مما جعل محبي الفريق الأزرق غير متفاءلين بعد اللقاء.
- أتصور أن مدرب الهلال دياز في وضع غير طبيعي وتعامله في لقاءات فريقه غير منطقية ولا أعلم هل لديه رغبه بالرحيل أو أن لديه مشكلة، فتصرفه في كل لقاء واختلاف المعايير لديه تضع أكثر من علامة استفهام وما إشراكه للزوري وفلاتة آسيويا رغم عدم مشاركتهما منذ أشهر إلا دليلا على قراراته الخاطئة وعدم قراءته للقاءات التنافسية مع الفرق الكبيرة.
- في ديربي العاصمة كان التنظيم والنظام حاضرا، واستمتع الجميع في ليلة وسهرة كروية ممتعة وهذا ما كنا نتطلع إليه، فحضور المباريات نوع من أنواع الترفيه عن النفس والنزهة ومزاولة هواية التشجيع ومؤازرة الفريق المفضل، وهذا حق مشروع لكل إنسان يحب أن يشاهد ويحضر المباريات في الملعب وخاصة المباريات الكبيرة والتنافسية فكل ما كان يوم الديربي جميلا ومميزا كان نجمه الحقيقي الحضور الجماهيري المبهر والكبير الذي امتلأ به ملعب الملز في العاصمة الرياض، واليوم أصبح الأمر عاديا والحضور متاحا للجميع.
- دخل دوري المحترفين المنعطف الخطير والمهم، فالصراع على البطولة منحصر بين الهلال والأهلي فقط، أما الصراع على مراكز التمثيل الآسيوي فقد يكون عليه خمسة فرق، ويبقى للبقية وهي سبعة فرق مجال للبقاء أو هبوط أي فريق، فالفارق لم يعد شاسعا والصراع على البقاء أشد وأصعب من الصراع على اللقب، وستشهد الجولات الست القادمة صراعا وإثارة شرسة وقتالية من جميع الفرق للحصول على أكبر عدد من النقاط، ونحن موعودون مع جولات قوية وصعبة ومثيرة وبالتأكيد سيصبح لها أبطال وكذلك سيكون لها ضحايا يغادرون دوري المحترفين.
خاتمة:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.