( 1 )
ما في المجازِ غناءٌ كي نلوذَ به
وليس في الأرضِ إلا ما زرعناه
والهمُ أقصرُ نأيًا يشتري وطنا
فكيف نسكنُ في وهمٍ بنيناه
خذ ما تراه ودعنا نستقيمُ ضحى
فالليلُ يُغرِقُ ما كنا جمعناه
هبْنا تركنا مسافاتِ العنا بطرًا
قمـْنا مع الحظِ لم نعلمْ نواياه
قلنا لأرواحِنا لا بؤسَ يُربِكنا
ولا جحيمَ مع النسيانِ نخشاه
يا موجُ جاورْ خُطانا وهي راقصةٌ
واعبرْ بها نحو فردوسٍ كتبناه
لا توقظِ الشطَ جفّ الخطو من نكدٍ
واتركْ لنا الرملَ عرّافًا قصدناه
خَطَّ احتياجاتِنا حتى شعرْنا به
مع المساماتِ يعـدو في بقاياه
كن آخرَ الدمعِ لا تعبرْ بنا أسفًا
إنّا كرِهْنا من الربانِ شكواه
** **
12-1-2018.. جزر المالديف
( 2 )
ما زلتُ مختَطَفًا
وما زال النوى قدري
فقولي
أيُ أبوابِ المدينةِ
لا يحدِّقُ في وجوهِ العابرينَ
ولا يردُ لخطوِهمْ
وجعَ العبور
.. ......
صلّى عليّ الحلمُ
حين تلوتُهُ
وتسابقَ الأرقُ المرابطُ
في دميْ
حتى استويت
.........
عتَبِي
بأن الريحَ
لم تهبِ البقيةَ
من رفاقيْ
لغزَها
عَجَبِي
بأن الليلَ
أورثني جحيمًا مورقًا
حتى ارتويت
.........
لا ظلَّ
حملُني غناء يمامةٍ
لا وردَ
بيع لخافقي أملاً
وما كنتُ الغويَ
وما اهتديت
..........
العابرون
تناسلوا من عهدهم
نحوي
وأبقوني وحيدًا
مِن أنايَ
إلى أنايَ
ولستُ أحفلُ
بالوداعِ
وما اشتكيت
..........
دربي
رقيقٌ كالمهاةِ
ودهشتي
خُلِقتْ لتبقى
فاسألوا وجعي
ومن أشقاهمو
تِبرِي
لماذا بِتُّ مختطِفًا
ولم أحنث بفاتحتي
ولا زال النوى سفري
وما جرّبتُ غيري
في البكاء
وما عُصيتُ
ولا ارتضيت
** **
- شعر/ عبدالرحمن سابي