يوسف المحيميد
لا أعرف هل ازددنا عنفًا على المستوى الاجتماعي أم أن مواقع التواصل الاجتماعي فضحت ممارساتنا بشكل أكبر من ذي قبل؟ أفكر بذلك كلما شاهدت عنفًا في الشوارع بين شبان قائدي مركبات، أو تجاه الأطفال، أو الحيوانات، بطريقة مؤذية ومحزنة، تجعل هذه المشاهد الشاذة تصبح شأنًا يوميًا، نعتاد على رؤيته، ولا يؤثر فينا أو يؤذي مشاعرنا، والأسوأ أن تكون هذه المشاهد في متناول الجميع، سواء في حسابات تويتر، أو سنابتشات، أو حتى في أحد أشهر وسائل التواصل اليومي مثل الواتساب، وما يحمله من مجموعات يُبث فيها العديد من المقاطع المفيدة وغير المفيدة، بل أحيانًا تظهر فيهل بشاعة وإيذاء، وربما مشاهد الموت التي لا تراعي حرمة الميت، ولا مشاعر الأحياء.
لماذا نتنافس على ترويج مثل هذه المقاطع في حساباتنا؟ لماذا نتلذذ بمشاهد العنف والموت والقتل، أو على الأقل لا نبالي بها؟ كيف يمكن أن تصبح حالة أطفالنا حين يشاهدوا مثل هذه المقاطع؟ كيف يكون يومهم وليلتهم، وهل ينامون أم تداهمهم الكوابيس المزعجة؟ ألسنا مسؤولين عنهم وتأمين الاستقرار النفسي لهم؟
وحين يقوم أحدهم بجريمة عنف أو دهس لإنسان أو حيوان، يشاركه الجريمة من يصورها، وكذلك من يسعى في نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، ولو تم التعامل مع هؤلاء بعقوبات مشددة سواء التصوير أو النشر، لتخففنا من ذلك كثيرًا، ولعل الأكثر إيذاء هو ما يفعله مشاهير التواصل الاجتماعي، ممن يتابعهم الملايين من الناس، بنشرهم لهذه المقاطع، والترويج لها، ربما بحثاً عن الإثارة، وربما البحث عن المزيد من المتابعين، حتى لو كان على حساب مشاعرهم.
لا أريد أن أعدد المقاطع التي وصلتني شخصيًا خلال هذا الأسبوع، والتي تروج للعنف بيننا، لكنها - في أي حال - لا تقل عن مقطعين وأكثر يوميًا، وبما يزيد عن عشرة مقاطع أسبوعيًا، مما يجعل الأمر لافتًا، ويستحق البحث عن حلول لإيقافه، سواء من خلال توعية الناس، أو معاقبتهم.