سامى اليوسف
أنعش معالي رئيس هيئة الرياضة دوري الدرجة الأولى بجملة من القرارات التاريخية التي ستعيد إحياء هذا الدوري العريق بتاريخه، وجاء إطلاق اسم سمو ولي العهد «الغالي» على منافساته المثيرة كأكبر حافز لكل الفرق والرياضيين للظفر باللقب، بخلاف الدعم المادي وزيادة عدد اللاعبين الأجانب وتوفير ناقل تلفزيوني لكافة المباريات.
الإشادة بمثل هذه القرارات لا تحمل في مضمونها الجديد للقارئ، ولكن الجديد يكون في الحديث عن توفير ضمانات النجاح الأساسية أو»بيئة النجاح»، وهذه تحتاج إلى تفكير أعمق لتطوير مستقبل بيئة دوري الدرجة الأولى، والتي تبدأ من تطوير ثقافة المتعاملين معها مباشرة، فلا يمكن أن تصدر قرارات تروم النجاح بمعزل عن دحر السلبيات وتطوير واقع المحيط المستقبل لهذه القرارات، فالنظرة إلى المستقبل بعين ثاقبة هي العامل الحاسم في الأمر.
وللتطوير أربع ركائز أساسية، الأول منها يختص بتطوير ثقافة وتفكير مجالس إدارات الأندية وهنا يتطلب الأمر تجديد الدماء وتضييق الخناق على العقليات البليدة من خلال استقطاب رجال المال والأعمال الشباب المتسلحين بالعلم والمعرفة، والثاني يهتم بتطوير اللجان القضائية التي تدير وتتعامل مع أحداث منافسات دوري الدرجة الأولى وهنا أطالب بلجان مستقلة للحكام والانضباط، على سبيل المثال لا الحصر، تتفاعل بقرارات حاسمة أساسها المتابعة المستمرة والتقييم العادل، والثالث يُعنى بتحفيز الحضور الجماهيري وهنا نشدد على تطوير بيئة الملاعب وترغيب المشجعين بالمدرجات من خلال مراعاة مواعيد ومكان المباريات وتأمين الاحتياجات أسوة بدوري المحترفين، والرابع يتعلق بالناقل التلفزيوني الحصري الذي يُراعي مصلحة الأندية ويوفر استثمارًا للمنافسة ويقدّم منتجاً إعلامياً ذا قيمة مهنية رفيعة دون ابتذال أو اجترار لأخطاء البدايات المحبطة يزيد من حجم المتابعة ويضيق الخناق على التعصب والاحتقان.
عودًا على بدء، دوري الأولى كان مهملاً وقرارات معالي رئيس هيئة الرياضة أنعشته، وستحدث نقلة نوعية تزيد من حجم الإثارة والتنافس إذا تحققت وتظافرت العوامل الأربعة المُشار إليها بنية الإصلاح الصادقة، والتطوير الفعّال.