أسعد الله صباحك يا أبا بشار..
أطربني مقالك اليوم «الراحلون بلا تكريم».. فمنذ أسابيع قررت تكريم ثلاثة ممن أسدوا لأوفيد خدمات متميزة أحدهم المرحوم: (الدكتور إبراهيم شحاته) أول مدير لصندوق أوبك، هو الذي أسسه وأبرم اتفاقية المقر مع حكومة النمسا، ثم وثق علاقاته وهو في طور النمو مع البنك الدولي. والثاني هو المرحوم: (الدكتور محسون جلال)، الذي كان له الدور الأكبر في تحويل الصندوق من مؤسسة مؤقتة إلى منظمة دولية دائمة يديرها وزراء المالية في الدول الأعضاء. أما الثالث فهو المرحوم: (سعيد عيسي) مساعد المدير العام السابق.. وهو إنسان أفنى عمره في خدمة أوفيد منذ 1980؛ كان يعمل ليل نهار وخلال العطل الرسمية؛ والحمد لله أنه علم بتكريمه قبل وفاته بأسبوع.
التكريم الذي تم لهؤلاء الثلاثة أخذ شكل تسمية ثلاث قاعات اجتماعات رئيسية على أسمائهم.. وهذا مهم إذا علمنا أن مقرنا قصر تاريخي بني في القرن التاسع عشر، ويعد أحد المعالم التاريخية في فيينا.
أما عني فقد حصلت على أجمل تكريم من وطني هو: ترشيحي للمنصب الذي قضيت فيه 15 عاماً في منظمة وضعت شعارها «متحدون ضد الفقر» .. ونفذت هذا الشعار قولاً وفعلاً؛ وكنا الرواد في حملة القضاء على فقر الطاقة التي تبنتها قمة أوبك الثالثة في الرياض، كما أننا كثّفنا من دعمنا لفلسطين بشكل غير مسبوق.
ستون عاماً في خدمة وطن، يعيش فوق هام السحب ويستحق أكثر مما قدمته، لقد حصلت أثناء عملي على عدد من الأوسمة: من حكومة النمسا وبلدية فيينا، وحكومة المغرب، وأرمينيا، والبرلمان الفلبيني، والسودان، وموريتانيا، وساحل العاج، وبوركينافاسو، وفلسطين.. وأخيراً الدكتوراه الفخرية من جامعة الأمازون في بوليفيا، لكن كل هذه الأوسمة حصلت عليه بفضل من الله ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين.. عاشت بلادي حرة أبية.
سليمان جاسر الحربش - فيينا/ صندوق أوبك