سعد الدوسري
تستهلك الأخبار المحلية في الصحف السعودية حيزًا كبيرًا وغير مبرر؛ كون معظمها لا يمس اهتمامات القارئ، بل يندرج في إطار عمل العلاقات العامة للمؤسسات الحكومية. وفقط موظفو ومديرو تلك الإدارات هم من يقرؤون هذه الأخبار؛ ليثبتوا من خلالها لرؤسائهم أنهم يعملون! في الصفحات الاقتصادية لا نشهد مثل هذا الهدر؛ فالخبر المنشور فيها إما له علاقة بمستجدات القطاع الخاص، أو لتعزيز علاقة إعلانية بين الجريدة والمنشأة الاقتصادية. ويفترض أن يعمَّم هذا التعاطي مع كل الصفحات؛ فما الفائدة المرجوة من نشر خبر محلي عن التقاء مدير بلدية فرعية بموظفيه، وحثهم على العمل بإخلاص؟! على الصحيفة أن تحوِّل هذه المساحات لانطباعات القراء عن الأخبار المستجدة، وأن تستغل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لرصد تفاعل المواطنين مع كل ما يستجد من أخبار ذات علاقة مباشرة معهم. وسينعكس نشر هذا التفاعل إيجابًا لدى المسؤولين ولدى القراء؛ فكلاهما طرف للمعادلة نفسها؛ فهذا يقدم الخدمة، وذاك يستهلكها.
لقد شهدت السنوات الطويلة الماضية هدرًا غير مفهوم لصفحات الأخبار المحلية، ولم تنجح الصحافة السعودية في الوقوف بحزم أمامه، ونتمنى أن يُفعَّل الآن عبر الصيغة الإلكترونية.