محمد بن علي الشهري
انطلقت مباريات المسابقة الآسيوية الكبرى (دوري الأبطال) على صعيد المجموعات بوجود الهلال وشقيقه الأهلي، غبر أن الحديث هنا سيكون عن الهلال باعتباره الممثل الدائم للكرة السعودية فيها، فصلاً عن أنه زعيمها القاري، ونادي القرن فيها، هذا عدا عن كونه دائماً تحت المجهر.
ومع انطلاقتها انطلقت، أو ستنطلق بؤر ومصادر القلق والضغط والتشويش والشحن وتكسير المجاديف في ممارسة مهماتها المعقدة المعتادة تجاه الهلال تحديداً بغية العمل على إفشال مهمته في إضافة لقبه القاري (السابع)؟!.
هذه المسابقة التي أضحت بمثابة العقدة التي صنعناها لأنفسنا بأنفسنا، والسبب أن وسطنا الرياضي ينقسم إلى نصفين، نصفه هلالي، والنصف الآخر لا هلالي، وهذا النصف الآخر يتكون من باقي الفرق المنافسة له محلياً، والتي قد تختلف فيما بينها على كل شيء إلاّ على التوحد من أجل تعطيل الهلال، سواء محلياً أو خارجياً، وبأية طريقة؟!.
هذا النصف، وفي سبيل تحقيق غايته تلك، لا يدّخر وسعاً في العمل على تهويل الأمر من خلال إيهام أكبر قدر ممكن من الهلاليين بعدم قدرته على تحقيقها مجدداً، ساعدهم الإخفاق المتكرر للزعبم على بث سمومهم وعقدهم بشكل متصاعد.. ليس هذا فحسب، بل تجاوزه إلى مستوى دعم الفرق الأجنبية ضده سواء من خلال الاستقبالات أو من خلال تقديم المعلومات الخاصة المسبقة عن أوضاعه وأحواله، حتى إذا تعثر أو أخفق لأي سبب تسابقوا على الشماتة به، وعلى إقامة الأفراح والليالي الملاح أكثر من ابتهاجهم بنجاحات فرقهم؟!.
هذه المساعي (الكيدية وغير المشكورة)، وجدت تجاوباً وصدى لدى الكثير من الهلاليين - مع الأسف - الذين ما انفكوا يمارسون الشحن والضغوطات على الفريق بشكل غير معقول، إلى درجة أن اللاعب الهلالي يدخل المباراة مشدوداً متوتراً وتفكيره في ما بعدها أكبر وأكثر من تفكيره في المباراة نفسها؟!.
يأتي ذلك في ظل عجز الجهات الهلالية المعنية المتعاقبة عن تهيئة الفريق نفسياً ومعنوياً للتعامل الأمثل مع المتطلبات المختلفة للمسابقة وتعقيداتها كأي مسابقة أخرى لها ما لها وعليها ما عليها دون إفراط أو تفريط.
فهل يفلح الهلاليون هذه المرة في إخراج فريقهم من دوامة الأخطاء التراكمية الماضية؟؟.
التحكيم الآسيوي للخلف دُر!
لم يكن التحكيم الآسيوي في أي وقت، مصدر، أو محل ثقة الشارع الرياضي السعودي، أعني هنا الشارع الرياضي السعودي (السوي) الذي ليس من بينهم عشاق سيء الذكر الفاسد (نيشيمورا).
هذه الحقيقة التي فرضت نفسها لم تأت اعتباطاً، وإنما جاءت نتيجة سلسلة طويلة جداً من الكوارث والأحداث التحكيمية المريرة التي عانت منها الكرة السعودية تحديداً على أيدي (نيشيمورا) ومن هم على شاكلته من الحكام وساع الذمم؟!.
حتى في أعقاب وصمة العار (النيشيمورية) على سبيل المثال، وما ترتب عليها من تداعيات مخزية، ثم إيقاف رئيس لجنة الحكام بعد ذلك بجريمة الفساد.. ما بعني افتراض أن يكون رأس هرم اتحاد اللعبة قد استوعب الدرس، وبالتالي ضرورة التحرك الجاد والحازم باتجاه حماية سمعته من التلف، وذلك بالعمل الدؤوب والصارم على حماية منظومته التحكيمية من العوامل والمؤثرات الخارجية التي عملت ونجحت في توجيه دفته في كثير من المناسبات عياناً بياناً.. فإذا بالأوضاع لا تتغير باتجاه الإصلاح، بل على العكس، فما نشاهده على أرض الواقع ما هو إلا عودة بالأمور إلى الخلف، والدليل (الكاف) والله يستر من القادم؟!.