سعد السعود
بعد إقرار مشاركة سبعة أجانب مع كل فريق منهم ستة داخل الملعب.. باتت الفروقات بين الفرق أقل بكثير مما كانت سابقاً.. لذا مثلاً لم أستغرب إتخام الباطن لشباك النصر بثلاثية نظيفة في الرياض.
فهذا العدد من الأجانب متى أحسن اختياره سيكون - بإذن الله - كفيلاً بإذابة التباين الكبير الذي كنّا نعانيه سابقاً بسبب مستوى اللاعب المحلي.. حيث يتكدس المتميزون في نادٍ أو اثنين.. في حين تعاني بقية الفرق من شح المواهب المحلية.. وهو ما ينعكس على أدائها في مباريات الموسم الكروي.
صحيح أن هذا العدد من الأجانب كما أن له إيجابيات ولعل أكبرها كما قلت تقلص الفوارق الفنية فضلاً عن انخفاض قيمة العقود للاعبين المحليين.. إلا أنه بالمقابل هنالك سلبيات يجب دراستها وتداركها قبل أن تهد هرم الفكرة على مقرها.. وأعني هنا تأثيرها على المنتخب الوطني.. بعدما أصبحت خيارات مدرب الأخضر محدودة والعدد الذي يتم الانتقاء منه تقلص للنصف تقريباً.
وحتئذ فإن على الفرق وتحديداً المتوسطة والصغيرة فنياً الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية في الموسم الماضي.. فإحسان اختيار الأجانب سيجعل ميزان القوى الفني متقارباً.. وتضحى معادلات التفوق المسبقة كما كان في الماضي مستحيلةً.. لذا فما أحوج الأندية بمجملها للعين الخبيرة التي تنتقي أفضل الخامات الأجنبية.. واختيار الخانات الفنية.. ولكم أن تتخيلوا لو كان السداسي الأجنبي في الفرق على درجة عالية من القيمة الفنية كيف سيكون شكل الدوري وماهية الإثارة التي سيمنحنا إياها؟.. وعليه فالبدء في وقت مبكر بدراسة الاحتياجات والتنقيب عن الخبرات سيمنح أي فريق في الصيف امتيازاً عن الآخرين.. فهل يعي ذلك مسؤولو الأندية؟!
أخيراً.. لا يعني مطالبتي بتمحيص الاختيار وانتقاء الأفضل تأصيلي لفكرة الستة أجانب.. لكن حديثي لأن الوضع بات مفروضاً وليس هنالك من خيار لغيره.. وإلا فالواقع يقول انه كلما زادت عدد خانات الأجانب تقلصت خيارات المحليين.. وهذا ما لا أراه منطقياً.. ولا يمكن أن يصنع منتخباً قوياً.. لذا الأمل في دراسة الفكرة وتبعاتها.. ومن ثم العودة عنها إن ثبت عدم جدواها.. فالرجوع للحق فضيلة.
كارينيو تغير!!
- هل كانت خيارات الأجانب في الشتوية هي من قلبت مزاج الأورغواني رأساً على عقب؟!
- هل خُلف الوعد وعدم جلب الأفضل كان سبباً رئيسياً في إحباط المدرب ولا مبالاته؟!
- هل تصريحه بعدم رغبته في البقاء بعد لقاء الفتح كان أشبه بإشعال الفتيل عما تحت الرماد؟!
- هل تغييراته اللامنطقية في أكثر من لقاء والتي لا تصدر من مبتدئ هي أشبه بإجبار الإدارة على إقالته؟!
باختصار.. لم يعد المدرب هو المدرب منذ نهاية فترة الانتقالات الشتوية.. فلا الحماسة موجودة.. ولا الرغبة حاضرة.. ولا الدافعية متواجدة.. ولا حتى تدخلاته الفنية تعبر عن اكتراثه لحال الفريق.. بات أشبه بمن ينتظر نهاية الموسم على أحر من الجمر ليرحل.. ترى ما سبب ذلك؟ والأهم من هذا وذاك: ماذا يجب على الإدارة عمله لتدارُك كل ذلك؟ فالشباب قبل كارينيو كبير.. ومتى رأى كائن من كان نفسه أكبر من الفريق فركله خارج النادي سيكون هو الحل.. ننتظر حلاً لتلك المعضلة بعودة الأورغواني لصوابه أو إقالته هي الخيار الأصوب.
قبل الختام
عبد الله الفهد.. نظلمه كثيراً إن قلنا انه مدافع بحجم فريق كبير كالشباب.