د. أحمد الفراج
ربما يخفى عليكم أنه عندما تم تأسيس الإمبراطورية الأمريكية، قبل أكثر من قرنين من الزمان، وفاز جورج واشنطن بالرئاسة، كأول رئيس للإمبراطورية الوليدة، اقترح البعض أن يكون نظامها ملكياً، في أسرة واشنطن!، وهو الاقتراح الذي لم يلق قبولاً في الجمهورية الوليدة، الثائرة على الاحتلال الإنجليزي، ومع ذلك فهناك أسر سياسية أمريكية، تعد في عداد الأسر الملكية، إن صح التعبير، ويأتي على رأسها أسرة آل آدمز، وأسرة آل روزفلت، اللتان كتبت عنهما مقالين منفصلين، حيث فاز اثنان من أسرة آدمز برئاسة الولايات المتحدة، أي الرئيس جون آدمز، وابنه الرئيس جون كوينسي آدمز، وكذلك اثنان من أسرة روزفلت، ولكن تظل أسرة آل كينيدي تحتفظ بمكانتها، كواحدة من أهم الأسر السياسية، فقد تولى الرئاسة جون كينيدي، في عام 1961، حتى اغتيل في عام 1963، وكان متوقعاً أن يفوز أخواه الشهيران، روبرت وتيد، ولكن اغتيال الأول، والسيرة الاجتماعية للسيناتور الشهير، تيد كينيدي، حالا دون ذلك.
ولئن كان ما سبق يعد تاريخاً مضى، فإن أسرة آل بوش تطمح في أن تؤسس نفسها كأسرة سياسية عريقة، على غرار تلك الأسر، ولا تخفي الأسرة هذا الطموح، خصوصاً بعدما فاز جورج بوش الابن بالرئاسة، في عام 2000، ولولا الظروف الاقتصادية الخانقة، وظروف غزو العراق، لربما ترشح شقيقه جيب، الحاكم السابق لولاية فلوريدا للرئاسة، منافساً لأوباما في 2012، وهو الحلم الذي يراود هذه الأسرة الثرية، والتي تلتقي في نسبها مع العائلة المالكة البريطانية، إذ إنه لو فاز جيب بوش بالرئاسة مستقبلاً، فستسجل سوابق تاريخية، لا سابقة واحدة، إذ ستصبح أسرة آل بوش هي الوحيدة في التاريخ الأمريكي، التي يفوز منها أب، واثنان من أبنائه، برئاسة أمريكا!
وعلى عكس جورج بوش الابن، فإن جيب بوش يعد سياسياً بارزاً، وفي هذا الصدد، فإن المتابعين ما زالوا يتذكرون أن باربرا بوش، زوجة الرئيس بوش الأب، قالت حينما ترشح ابنها جورج للرئاسة، في عام 2000، إنها تتمنى ألا يفعل، وذلك لسيرته العملية الفاشلة، ومشاكله مع الكحول، وتردي مستواه التعليمي، عندما كان طالباً في الجامعة، كما تمنت السيدة باربرا أن يترشح شقيقه جيب، بدلاً منه!!، ولذا، ورغم خسارة جيب بوش المذلة، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، في 2016، إلا أن الفرصة مواتية لأسرة آل بوش لدخول التاريخ مستقبلاً، ولن يقتصر الأمر على جيب، فهناك غيره من الأسرة قد يترشح للرئاسة خلال العقود القادمة، ويأتي على رأسهم نجل جيب، الشاب البارز جورج، فعلى من اعتقد أن تاريخ آل بوش انتهى مع جورج الابن أن يعيد حساباته!.