د. حسن بن فهد الهويمل
ليقل (قادة قطر), وإعلامه, ومأجوروه الموتورون ما شاءوا أن يقولوا عن قادتنا, ومواطنينا, وسياستنا, وأحلافنا, ومواقفنا من كافة القضايا.
ولكن أن تمتد أيديهم, أو ألسنتهم إلى شبر من أرضنا, فإن هذا مؤذن بقطع الأيدي, وإخراس الألسن:
{أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}.
أرضُنا, ومقدساتنا, وأمْنُنَا, وحريتنا فوق الجميع. وليست مجالاً للتنازع, أو المراء, ولا قضية من قضايا تقلبات الطقس السياسي.
إن على (الشعب القطري) المسلم, المسالم أن يأخذ على يد سفهائه, وعلى أيدي المأجورين, من قوميات, وطوائف, وديانات أخرى, لا تمت للمكونات السكانية الخليجية بصلة, بل تحمل الحقد على العروبة, والإسلام, وتسعى لتخريب (قطر) قبل أي شيء آخر:
(أَبَنِي حَنِيْفَةَ أحْكِمُوا سُفَهاءَكم
إِنِّي أخافُ عَلَيكمُ أن أغْضَبَا)
(المملكة العربية السعودية) صخرةُ الوادي، إذ ما زُوحمت, بقوتها, وقادتها, وشعبها, وإيمانها. ومن ورائها (الأمة الإسلامية) التي رضيت بها, وبشعبها حماتاً, ومُطَهِّرين (لبيت الله): حِسًّا, ومَعْنى.
(المقدسات الإسلامية) أطهرُ من أن يزج بها في خلافات سياسية عارضة.
احتملنا أن يُقال عن هيئة كبار العلماء: (هيئة كبار المنافقين): {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}.
واحتملنا أن يوصف قادتنا بالعمالة, والرجعية {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}.
واحتملنا كل المفتريات, والأكاذيب. ومررنا بها مرور الكرام, وكأنها لا تعنينا.
ولكن المزايدات الرخيصة على (المقدسات) الإسلامية لا يمكن أن نمر بها دون إخراس الألسن, وقطع دابر الشر.
ما أقوله للخلايا النائمة البائسة:- {هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ}. ومن طلب انتزاع المقدسات من أرضكم, لا يحبونكم, وإن ملؤوا جيوبكم, وأتخموا بطونكم, وأعطوا عطاء من لا يخشى الفقر.
ومن سعى لتمزيق أرضنا, ونَزْعِ التيجان من رؤوسنا, فواجبكم أن تقولوا له : {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}, فهو بهذا القول من البغات, والساعين في الأرض فساداً, ومشروعية موقفنا محكومة بـ: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}. و{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا}
- وهل بَغْيٌ, أو فساد يعدلُ السعيَ لانتزاع أعز بقعة في أرضنا؟
لقد بلغت (السياسة, والإعلام) في (قطر) حداً لا رجعة بعده, وتلك سياسة الرعونة, والتهور. إذ لا مكان لمثل هذه الدعوات البائسة, الباسرة.
إنها الحياة, أو الموت بالنسبة لنا. ومن اضطرنا لركوب الأسنة ركبناها واثقين بالنصر:
(فَمَا حِيْلَةُ المُضْطَرَّ إِلَّا رُكُوبُهَا).
لقد قال كلمة السُّوء من قبل مُوجِفون, مُرْجِفُون, فأحاطت بهم خطيئاتهم, وبقيت (المملكة), وقادتها, وشعبها في شموخ كالنخل, وثبات كالجبال يغيظ العدى.
تنظيم (الحَمَدَين) بوصفه مصطلحاً كرسه الفعل المشين, لم يبق في يده إلا (ورقة التدويل), وهو مِلَفٌّ مفتعل, فتحه أكثر من موتور, ومضوا: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ}. وظل (ملف الوهم) سَراباً بقيعة: {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ} لم يجد إلا خيبة الأمل.
لقد احتملنا فتح ملف (حقوق الإنسان), وملف (الإرهاب), و(جاستا). وقبلنا الجدل فيها, والدفاع عن النفس, مع علمنا أنها من لعب الضغط المكرورة المملة.
أما (الحَرَمَان الشريفان) فإنهما مُلكُ شَعْبٍ, وقَضِيَّةٌ وطنية, وطرحها كمفردة من مفردات الضغط السياسي مؤشر جهل, ورعونة, واستعداء سخيف .
قد يلتزم (الشعب السعودي) الحياد, إزاء كل المفتريات, اكتفاء بالمؤسسات السياسية, التي تتولى إدارة الأزمات.
وقد يمارس رأب الصدع, والتقريب بين وجهات النظر, والتخفيف من حدة الخلاف.
ولكنه سيكون (أُسْدَ غِيلٍ) يُمَزِّقُ أحشاء من يخطر على باله مثل هذه الدعوى الداحضة .
تلك الدعوى ورقة مهترئة, رفعها من قبل (الحَمَدَين) سفهاءُ قوم, ومضوا حيث حطت رحلها (أم قشعم) .
ورَفْعُها من جديد مؤشرُ إِفلاسٍ, وانكسارٍ, وعزلةٍ مُذِلَّة, لا يمكن تفاديها, ولا جَبْرُها.
فلتخرس الألسنة البقرية, ولتبقى (المقدسات) بأيد أمينة, ورعاية حميدة, وعناية فائقة, تنتزع الثقة, والتقدير من شعوب العالم الإسلامي السوي .
كل الخلافات يمكن أن تدار على مختلف المستويات, وكلها قابلة للأخذ, والرد, لأنها متوقّعة.
أما أن تندلق الألسنة, أو تمتد الأيدي إلى شبر من أرضنا, أو إلى وحدة أمتنا, وتلاحمها فهذا ما لا يقبل به أي مواطن سوي, لأنه بالنسبة له موت, أو حياة:
فَإِمَّا حَيَاةٌ تَسُرُّ الصَّدِيْقَ
وَإِمَّا مَمَاتٌ يَغَيِضُ العِدَى
لقد أوذينا من قَبْلِ (الحَمَدَيْنِ), وسنؤذى من بعدهما, ولكن:
{الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.