فهد بن جليد
بموجب نظام وزارة التجارة توفير العملات المعدنية الصغيرة المتبقية، مسؤولية المتجر أو البائع الذي لا تتوافر لديه خدمة الدفع بالشبكة السعودية، فعندما يكون هناك فرق في مبلغ الفاتورة بالهللات فلا يحق للتاجر الامتناع عن إعادة الفرق للمُشتري, ويحذف الكسر لصالح الزبون حال عدم توافر العملة المعدنية كأمر بديهي.
فهم هذا الأمر وإشاعته يخرجنا من دائرة الحرج التي يتعرض لها الكثير منا ممن يدفعون الفئات الورقية من العملة ويخجلون من استرداد الهلل (كثقافة جديدة) علينا، المشهد عند مراكز البيع وأمام صنايق المُحاسبة مُحَيِّر، القليل من الزبائن السعوديين تحديداً ينتظرون ويصرون على استعادة الهلل، البعض يرى في الدفع بالبطاقة البنكية
(مخرجاً وحلاً) لحفظ حقوق جميع الأطراف، الباقي ما زالوا بعيدين عن الفهم الصحيح لكيفية التعامل مع الموقف نتيجة نقص التوعية, فهم بين التبرع بما بقي للجمعيات الخيرية وهذه مبادرات جيدة غير مُلزمة، وبين الاستعاضة بالحلوى و(العلك) كأسرع وأسهل الحلول والخيارات التي تعيدنا للمربع الأول.
تداول (العملة المعدنية أو الهلل) والتعامل بها بات نشطاً من جانب المتاجر عقب تطبيق ضريبة القيمة المضافة، فأصحاب المحلات أو (الكاشير) لا يتوانى أو يتردد عن طلب الفراطة أو (الخردة)
-بالمناسبة الأولى كلمة عربية فصحى- والثانية مصطلح خليجي سائد يعني (الفكَّة) أو العملة المعدنية، لأنّه يعتقد أنَّ الـ25 هللة أو 50 هللة أو 75 هللة هي مربحه ومكسبه وحقه الذي لا يجب أن يفرط فيه, بينما الزبون والمستهلك ما زال بعيداً عن الشعور بأهمية استرجاع واسترداد ما بقي من الهلل لدفعها (كفروق) لفاتورة قادمة وعند متجر آخر، وقد يخجل من الوقوف في انتظار 25 هللة أو 5 هللات أمام الآخرين, بينما البائع مُستعد لصرف الـ5 ريالات والـ10 ريالات من أجل عملة معدنية من فئة صغيرة.
بعد نحو 53 يوماً من بدء تطبيق ضريبة القيمة المضافة، المشاهَد والملاحظ أنَّنا لم نتفاعل سريعاً مع ثقافة حمل (الهلل) في جيوبنا رغم عمليات الشراء التي قمنا بها قرابة الشهرين، وربما أنَّنا نتخلص في نهاية اليوم من القطع المعدنية الباقية, ونتركها إمَّا في السيارة أو على طاولات المنزل دون أي أهمية والمؤكد أنَّها ليست في جيوبنا المحمَّلة أصلاً (بالجوال, المحفظة، حزمة من المفاتيح، وربما الدخان للمدخنين.. إلخ)، اختبر نفسك وابحث عن الهلل في جيبك حتى تعرف أنَّك معني بتغيير هذه الثقافة حتى لا يستغلنا التجار أكثر.
وعلى دروب الخير نلتقي.