ميسون أبو بكر
كل السعوديين مساء الثلاثاء الماضي حرصوا على متابعة مشاركة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على شاشات التلفاز في العرضة السعودية ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية، كانت الفرحة غامرة بالملك الذي يشارك شعبه لوحة جميلة من لوحات الفلكلور الوطني، حيث تناقلها الشعب السعودي بفرح وفخر بتراثه وموروثه.
فالاعتزاز بالفلكلور السعودي والموروث التراثي سمة من سمات هذا الشعب الذي يعبر إلى مستقبله بإرث ثري وبأصالة هي من سمات أبنائه وبناته اللاتي يحضرن في المهرجان وفِي داخل وخارج المملكة بمناسبات مختلفة بألوان من الموروث سواء كمهنة أو هواية.
سأثير استغرابك عزيزي القارئ إن أخبرتك أن المرة الأولى التي تعرفت فيها على المرأة المولعة والمشتغلة بالتراث بالمملكة كانت في الجزائر، تحديداً في الأسابيع الثقافية السعودية في العاصمة الجزائرية عام 2007، حين قدمت بعض العارضات الجزائريات الأزياء النسائية من منطقة عسير على موسيقى الأهازيج الشعبية، والتي صممتها إحدى نساء عسير، وقد كان العرض بحضور وزراء الثقافة العرب، حيث طُلب إعادة العرض مرة أخرى.
خليدة تومي وزيرة الثقافة الجزائرية آنذاك قالت:»أن الثقافة السعودية وهي تحل بالجزائر ذكرتنا بأمجاد الحضارة الإسلامية العريقة، حيث تمتد بالآفاق علوماً ومعارف وآداباً وروحاً، منحت التاريخ معنى وأصبحت على العالم حلة نورانية».
المرأة في المملكة لها مساهمات جليلة في التراث هي التي لونت وزركشت بيتها، واشتهرت ببعض الحرف الأخرى كالخصافة وصناعة الخوص وفن القط أو النقش التي اشتهرت بها نساء المع ولعل لوحة الفنانة المرحومة فاطمة أبو قحاص الموجودة في بهو فندق قصر أبها تعتبر أشهرها.
الكتب التي أسعدتني وعثرت عليها في صالة التنفيذي بمطار الملك خالد الدولي والتي أضفت لجمال المكان وروعة الديكور بهاء آخر، Colours Of Arabia ( Thierry Mauger)
حدائق الفنانين، والناشر أسبار ثم كتاب
Bedouin Weaving of Saudi Arabia لـ
Joy Tothah Hilden
تلك الكتب افتخرت أن كتابها أجانب من زوار المملكة تحدثوا فيها عن هندسة عسير وبيوتها الملونة وطراز بنائها، والأجمل أن الكتب اعتمدت على الصورة التي التقطها هؤلاء بعدساتهم والإشارة لدور المرأة في تلك الحرف.
الاعتزاز بالتراث في المملكة فضيلة من فضائل أهلها ونهج حياة، والمرأة هي الفنانة التي أحسنت الاحتفاء بتراث وطنها وجعله كموروث تتوارثه الأجيال، حتى امتد هذا الشغف اليوم في أوجه لتكون الأسر المنتجة هي توثيق للأكلات الشعبية التي يحبها الزوار والتي تسافر عبر العالم كطابع بريدي وهوية وطنية، وأشرت في مقال سابق إلى حضور الأكلات الشعبية في دافوس، ويسعدني هنا أن أشير إلى الشيف السعودية آمال المقبل الملقبة بـ ورد تميم والتي تتحفنا القناة السعودية بإطلالتها عليها، ولا تفوتني الإشارة للمرأة المشتغلة بالسياحة والتي نشطت في الآونة الاخيرة كدليل سياحي في مناطق المملكة المتنوعة كما أشار تقرير «كلام نواعم» على mbc في حلقة الأحد الماضي. طوبى لوطن يعمل أهله ليكون أيقونة معتقة يفوح عبيرها في رحلة مستقبلهم.