سعود عبدالعزيز الجنيدل
لا يخفى على أحد صعوبة جذب القنوات للمشاهدين في وقت تعددت فيه وسائل الترفيه بين وسائل التواصل الاجتماعي، واليوتيوب، إضافة إلى تحميل المسلسلات والأفلام من المواقع المعروفة.
هذا الزخم الهائل من الوسائل جعل المنافسة بين القنوات الفضائية -سواء أكانت قنوات رسمية أو تجارية- في غاية الصعوبة، وتتطلب أمورًا كثيرة حتى تستطيع قناة ما جذب المشاهدين لمتابعتها.
والقناة السعودية الأولى لم تكن في منأى عن هذه الأمور، فهي قناة من ضمن القنوات التي تطمح أن تجد مكانة لها بين شرائح المجتمع، ولا أكتمكم سرًا أن القناة السعودية الأولى لم يكن لها حظوة في المتابعة حتى إنك تستغرب لو ذكر لك أحد ما أنه شاهد برنامجًا أو مسلسلاً عليها، وهذا الوضع بدأ منذ سنين مضت، وحتى قبل وقت قريب، ولم يكن المشاهد يتابعها إلا وقت إعلان الأوامر الملكية، وغير ذلك فلا شيء يجذب المشاهدين.
إذًا ما الذي تغير في مسيرة القناة السعودية الأولى، حتى دعاني ذلك لكتابة هذا المقال!
الجمعة الماضية وتحديدًا عند الساعة الحادية عشرة مساء، وجدت نفسي برفقة الوالدة وابني عبدالله متسمرين أمام الشاِشة وتحديدًا نشاهد القناة السعودية الأولى!
بدأت القناة بتجربة عرض أفلام سعودية قصيرة أبطالها ومخرجوها سعوديون، أفلام قصيرة تحاكي قضايانا الاجتماعية.
وهذه التجربة تقتضي مني وقفتين:
الوقفة الأولى: مع القناة السعودية الأولى
حقيقة يحسب لهذه القناة وللقائمين عليها هذه التجربة الرائعة التي وبلا شك ستجعل المشاهد ينتظر مساء الجمعة، ليشاهد شيئًا جديدًا وحصريًا، لا يشاهده في قناة أخرى، وهذا تميز يحسب لهذه القناة، وننتظر منها مزيدًا من هذه الابتكارات التي تجعل من القناة السعودية الأولى قناتنا المفضلة.
الوقفة الثانية: مع المخرجين ومنتجي الأفلام السعودية.
نحن لا نقل بحال من الأحوال عمن سبقنا في مجال الأفلام والسينما، فلدينا كل ما نحتاجه من خبرات وممثلين ومخرجين وسيناريست، المشكلة كانت في عدم وجود دور سينما لدينا، وهذا سبب عدم انتشار الأفلام السعودية، ومن صنع فيلمًا، أضحى يبحث له عن دولة يعرض فيها إنتاجه أو اللجوء لليوتيوب.
هذا وبلا شك أثّر كثيرًا على إنتاجنا، وجعلنا نتأخرعن الركب في هذا المجال، ولكن ومع القرارات الأخيرة صُحح الوضع، وأصبح الميدان جاهزًا، والأدوات متوفرة، لا ينقصنا سواء الإبداعات التي نؤمن بوجودها لدينا، ولذلك نحن ننتظر ما لديكم من أفكار وقصص تترجم لأفلام تحاكي واقعنا، فنحن في أمس الحاجة لذلك.
صناعة الأفلام الهادفة هدف أساس تسعى له الدول المتقدمة، وهو من الإيرادات التي يعتمد عليها اقتصاديًا، ونحن الآن سائرون على هذا الدرب، ولا يساورني أدنى شك في أن القناة السعودية الأولى سيكون لها قصب السبق في هذا المجال، فالآمال كبيرة معقودة على القائمين عليها.