محمد المنيف
لا شك أن الإعلام يشكِّل عصب أي نشاط بشري في كل أقطار العالم، ومن ذلك الفعاليات الثقافية والفنية. واليوم، ومع تعدد سبل الإعلام، أصبح أكثر أهمية للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع العامة والمتخصصة. وما يتم في محيطنا الوطني جزء من تلك الأنشطة التي تتكئ في انتشارها على ما يُعد لها من كوادر إعلامية، تحقق له السرعة والمهنية التي تلفت النظر للخبر، وتجذب القارئ للفعالية بناء على استراتيجية، تتضمن خطوات العمل قبل الخبر وبعده، إضافة إلى التقارير والتحقيقات والحوارات والمتابعة لكل تفاصيل أي فعالية أو نشاط.
ومن المؤسف أن نرى توجُّه المؤسسات التي تتولى مثل هذه الأنشطة إلى البحث عن الإعلام الخارجي، ودعوة الصحفيين من خارج الوطن، وطباعة بعض مطبوعاتها باللغات الأجنبية دون اهتمام باللغة العربية..! كل ذلك من أجل نقل الخبر أو التغطية إلى خارج الحدود. وهذا لا غبار، ولا اختلاف عليه؛ فنحن في حاجة ماسة لإبراز ما وصلنا إليه من مظاهر الحضارة الحديثة، وما تحقق للإبداع في وطننا من دعم، وما يمتلكه من قدرات بشرية من الجنسين.. لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الإعلام الداخلي الذي يتابعه أبناء الوطن، وأهمية تعريفهم بما يحدث ويقدَّم من أنشطة تخص وطنهم قبل غيرهم؛ وذلك لكسب الكثير من الأمور التي منها: الارتقاء بذائقة المجتمع، وبمستوى تفاعلهم وقبولهم لكل جديد، وإبراز ما تقدمه تلك المؤسسات إن كانت حكومية أو خاصة من دعم واهتمام. كل هذا لا يتم إلا بتغذية الإعلام الصحفي والتلفزيوني الوطني بدعوة الصحفيين المختصين بالفعاليات، كل في مجاله، وتهيئة السُّبل لهم لنقل الحدث، بدءًا من تذاكر السفر والسكن إن كانت خارج موقع الصحيفة.. هؤلاء الإعلاميون من الصحفيين والكتّاب المحليين يتلقون الدعوات من خارج الوطن أكثر من داخله حرصًا من تلك الدول - ومنها دول الخليج - على نقل فعالياتهم للمجتمع السعودي، مع ما يتم من دعوات لإعلاميين خليجيين وعرب وعالميين؛ فالصحافة ما زالت محتفظة بمكانتها وموثوقيتها في مجتمعنا، وهم كُثر، وخصوصًا ممن لا يتابعون الإعلام الحديث (السوشيال ميديا).