فهد بن جليد
لماذا علينا في المملكة ومنطقة الخليج التعامل مع التوقعات والتنبؤات المناخية لأعوام - لا لأيام فقط - هذا التكيف يبدو هو الأهم اليوم في مختلف دول العالم المُتقدمة التي تعمل وتضع خططها التنموية بما يتناسب ويتوائم مع تلك التوقعات المناخية المُستقبلية التي تصل إلى العام 2100م, ومؤلم جداً تخلف معظم الدول العربية وعدم امتلاكها قنوات ومراكز استشعار مُتقدمة, وقواعد بيانات ومعلومات كافية وواضحة وشاملة ومُعلنة وحتى مُشتركة ومُتبادلة فيما بينها, توضح توقعات وتأثيرات التغير المناخي على منطقتنا, باستثناء (السعودية, الإمارات, مصر) التي تمتلك أقمار استشعار فضائية حديثة لهذا الغرض.
خبيرة المناخ في المنظمة الأمريكية لاتحاد العلماء راخيل كليتوس ترى أنَّ (الآثار الناجمة عن التغيير المناخي تؤثر تقريباً على كل جوانب الحياة اليومي) لذا نجدهم في أوروبا يعملون بجدية للتكيف مع عدت دراسات تحذر من تغير المناخ, وتقلبات الجو المُختلفة والمتوقعة على المدى البعيد, نحن هنا نتحدث عن العشرين و الثلاثين سنة المُقبلة, والتي ستؤثر على خطط التنمية والمشاريع مثل بناء السدود, إقامة وإنشاء المدن الجديدة أو توسع القائم منها, الاستفادة تمتد حتى السلوك المعيشي وثقافة الأفراد, تصديق التغيير المناخي وتأثيره مسألة نسبية - هي محط اختلاف في العالم - فهناك من يراها كذبة وخدعة الهدف منها جني الأموال على حساب المخاوف, دول أخرى ترى وجوب التعامل مع هذه التحذيرات بشكل جاد طمعاً في تجنب الأضرار والوقاية منها, مهما كان احتمال وقوعها ضعيفاً, ولعل آخر الدرسات التي نشرت هذا الأسبوع على (الديلي ميل) تتحدث عن فوضى مناخية متوقعة تضرب أوروبا عام 2051 تسبب زيادة في فيضانات الأنهار, وجفاف, وتغير في موجات الحر في جميع الدول الأوروبية.
هم يتعاملون مع ما يسمونه سيناريوهات التأثير المناخي المنخفض والمرتفع والعالي, ويتوقعون ارتفاع درجات الحرارة العالمية لنحو 3 درجات مئوية, تبعاً لمعطيات مراكز الاستشعار والبيانات التي يتم تحليلها تباعاً, بينما نعاني نحن في العالم العربي من شح تلك المعلومات والبيانات, ونقص مراكز الرصد والمراقبة, مما أنتج عدم الدقة في توقعاتنا, وتقديم تنبؤات خاطئة من المراكز العالمية نتيجة المعلومات غير الدقيقة المقدمة لهم.
لو سألت أي مواطن عربي عن موقفه ورأيه من التغير المناخي, لأدار لك ظهره, واعتبرك شخصا فارغا لا تحمل هموم الأمة وليس لديك قضية حقيقية, نحن لا نعرف عن تحديات وتأثير التغير المناخي سوى ما نسمعه من نشرات الأخبار, وكأنَّه شأن يهم الغرب فقط وليس للعرب نصيب منه, بينما نتسابق لمعرفة توقعات الطقس ليوم غد حتى نعرف ماذا نلبس, وهل سيتم تعطيل الدراسة أم لا.
وعلى دروب الخير نلتقي.