م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أسمع العشرات من الكنى المتشابهة: أبو محمد، وأبو عبدالله، وأبو علي، وغيرهم.. لكن دائماً كان هناك «أبو حافظ» واحد لم يكن له شبيه حتى في الكنية.. كان متفرداً منذ نشأته لم يكن منفرداً مُقْصِياً نفسه عن الجميع.. بل كان متفرداً في حشد الجموع وإداراتها وتوجيهها وذلك بالتواجد معها ومشاركتها والتفاعل مع محيطه بأفراحه وأتراحه.. حتى وهو يتنافس معك لن تسمع منه إلا الكلام الطيب والسلوك اللائق.. كان شاعراً مربياً رياضياً مسرحياً مؤدياً للسامري في أفضل حالاته تغنياً وتأليفاً.. كانت لديه كل المهارات التي يحبها الناس ويألفون من يمتلكها ويحبونه.
2 - كتبت عنه ذات يوم:
«لأنه شاعر فهو يحب الشعراء.. لذلك سمى ابنه (حافظ).. ولأنه يتطلع إلى المعالي فقد نشط وعمل وثابر وواصل طوال خمسين عاماً في خدمة شباب بلدته (حرمة) من خلال نشاطه ومشاركته في تأسيس وتسيير نادي شباب حرمة الذي صار اسمه «الفيصلي».. هذا الالتصاق الكبير بالنادي لم يكن بلا ثمن ولم يكن بلا معاناة.. وقبل هذا كله لم يكن بلا مؤهلات يكتنز ها أبو حافظ.. جعلت منه حالة فريدة في مجاله.
عُرف أبو حافظ بالطموح وعرف بالشعر.. وكلنا يعلم ماذا يعني اقتران الطموح بالشعر.. ونعرف أن محصلتهما إبداعاً.. وهذا يعني أن (حرمة) وشبابها كانوا محظوظين بوجوده وما زالوا ممتنين لجهوده خلال تلك السنين.. ويدعون الله له بالصحة والهناء وراحة البال.. وأن يرى في أبنائه وأهله ما كان يأمل أن يراه في نفسه».
3 - «أبو حافظ» وهو يسير في ثمانينيات عمره المطمئنة وجد نفسه فجأة وبدون مقدمات وسط مناكفة في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي وهو لا ناقة له فيها ولا جمل!.. ولا أدري كيف تُصَوَّب سهام لشخص أسس ورأس النادي قبل أكثر من ستين سنة.. فقط ليناكف رئيس النادي الحالي الذي قاد نادي قرية صغيرة حتى أصبح اليوم أحد الثلاثة الكبار في الدوري السعودي للمحترفين.
4 - لقد تجاوزت المناكفة كل الحدود.. ما كان بودنا أن يكون عليه أي أحد من أبناء الوطن ناهيك أن يكون من أهل قريتنا.. فالكل يشهد أن «أبا حافظ» الأستاذ: إبراهيم المدلج هو الذي أسس نادي شباب حرمة عام (1374هـ) الذي تحول اسمه إلى «الفيصلي» بعد ذلك.. وهو الذي اضطلع برئاسته للسنوات العشر الأولى ليكون الفيصلي من أوائل الأندية السعودية تأسيساً.
5 - أبو حافظ رجل من رجالات «حرمة» البارزين.. ويجب إبعاده عن مناكفات أهل القرى.
* الجزيرة:
بهذا التعقيب تكتفي (الجزيرة) بنشر مقال فهد الفهد وتعقيب عبدالمحسن الماضي عليه.