نظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عبر برنامجها الوطني «عيش السعودية» (1.925) رحلة للطلاب والطالبات من كافة أنحاء المملكة منذ انطلاق البرنامج مطلع 2016م وحتى نهاية العام الماضي 2017م شارك فيها 86.625 طالبا وطالبة من خلال 47 منظم رحلات سياحية.
وقد شملت الرحلات جميع مناطق المملكة، وتضمنت زيارات لأبرز المعالم السياحية والمتاحف والمواقع التاريخية والأثرية ومعالم التطور الثقافي والاقتصادي والحضاري والصناعي والطبي والأمني والأهالي في مناطق المملكة، إضافة إلى المعارض والمهرجانات السياحية.
ويستهدف برنامج عيش السعودية طلاب المدراس في التعليم العام والجامعات، ويهدف إلى تعزيز انتماء الشباب واكتشافهم لوطنهم من خلال المشاركة في رحلات يعيش من خلالها تاريخه الوطني وتزيد من معرفته لوطنه بشكل أعمق، وتسهم في تقوية ارتباطه به وبتاريخه؛ ليسهم في بناء الوطن والمحافظة على مكتسباته ووحدته ومنجزاته والمساهمة في بناء مستقبله، حيث تنفذه الهيئة بالشراكة مع مختلف الجهات في القطاعين الحكومي والخاص.
ويتم تنفيذ الرحلات التي أنجزت والتي يجري الإعداد لها عبر جولات داخل المدينة المعنية بواسطة الحافلات داخل المدينة أو المحافظة التي تقع فيها المدارس والجامعات المشاركة بطلابها في الرحلة، كما أن هناك جولات ليوم، وأخرى بواسطة الطائرات أو الحافلات لزيارات خارج المنطقة التي يدرس بها الطالب، وتستغرق الرحلة الواحدة من يوم إلى ثلاثة أيام.
كما يشمل برنامج عيش السعودية عدة عناصر إلى جانب تنظيم الرحلات، ومن ذلك المشاركة في المعارض وتنظيمها، وإقامة الدورات وورش العمل، والبرامج المجتمعية المختلفة، ومسابقات عيش السعودية التي يتم تنظيمها تشجيعاً وتحفيزاً للاقبال على التراث ومعايشته في المواقع والمعالم التاريخية والحضارية والتنموية البلاد.
وكانت الهيئة قد وقعت اتفاقيات التعاون للشراكة في تنفيذ البرنامج مع كل من: دارة الملك عبد العزيز، ووزارة التعليم، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وشركة أرامكو السعودية، والخطوط السعودية، وكذلك مع منظمي الرحلات السياحية.
وساهمت الهيئة من خلال البرنامج في تنفيذ ورش عمل متخصصة لأكثر من (200) مشارك قدمها متخصصين في البرنامج للمساهمة في تطوير قدراتهم لتنفيذ البرنامج.
كما تم إنشاء موقع إلكتروني يهدف إلى ربط المستفيدين من البرنامج، والإعلان عن مشاركات ورحلات البرنامج في جميع مناطق المملكة بشكل دوري. وذلك على الرابط: http://livesaudi.sa
ويركز البرنامج على فئة الشباب لا سيما طلاب المدارس الثانوية والجامعات من الجنسين، والمعلمين والمشرفين والمربين من الجنسين في مناطق المملكة المختلفة، حيث تشمل الرحلات زيارة المسؤولين خصوصاً أمراء المناطق بهدف أن يتعرف الطلاب على جهود الدولة لتطويرالوطن والمحافظة على وحدته، وتوفير الأمن والاستقرار والتنمية، وزيارة مواقع الآثار والمتاحف الوطنية والبلدات التراثية ومواقع التراث العمراني للتعرف على التراث الحضاري للمملكة، فضلاً عن زيارة قصور الدولة والقرى التراثية والالتقاء مع المواطنين، ممن عاصروا مراحل الدولة للتعرف على تاريخ المملكة ومسيرة توحيدها، والمواقع التي تعبر عن التطوير والتنمية والازدهار التي تشهده المملكة مثل المدن الاقتصادية والمستشفيات ومراكز الأبحاث والموانئ والمطارات والمنشآت البترولية والرياضية والمدن الصناعية.
وقد أنشأ برنامج عيش السعودية موقعا إلكترونيا له (www.LiveSaudi.sa) يعرف بالبرنامج وعناصره ويوفر المعلومات عن رحلات عيش السعودية وطرق المشاركة فيها ومعلومات وصور وأفلام عن الرحلات التي تمت. كما أن البرنامج يتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار البرنامج وتمكين المهتمين والمشاركين من التواصل مع البرنامج والآخرين.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أعلن خلال كلمته في حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري بالدرعية التاريخية الذي أقيم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مساء الخميس (20 جمادى الثاني 1436هـ)، عن إطلاق «برنامج عيش السعودية».
وقد أكد عدد من الطلاب المشاركين في رحلات برنامج (عيش السعودية)، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن هذه الرحلات أتاحت لهم التعرف عن قرب على المعالم السياحية والحضارية للمملكة والتعرف على المواطنين في هذه المناطق، مشيرين إلى تميز البرنامج من خلال تنظيمه من قبل شركات رحلات سياحية متخصصة.
وأشار الطلاب إلى أنهم تعرفوا على أبرز الأماكن السياحية ومواقع التراث العمراني، مبينين أن معلوماتهم التاريخية والسياحية والحضارية تجاه وطنهم تغيرت وتطورت بصورة كبيرة وتعززت بعد الجولات التي وصفوها بالتاريخية في مختلف المدن.
وأشادوا بالبرنامج الذي يعد امتدادا لجهود الهيئة في مجال تعريف المواطنين بوطنهم وخاصة النشء منهم بالمقومات التاريخية والسياحية في وطنهم.
وأكد عبدالرحمن الزنان (طالب جامعي في مدينة الرياض)، على أهمية البرنامج سياحيا وتاريخيا في تعزيز الانتماء بالوطن وتقوية الارتباط به، وقال:» كانت الرحلة بالنسبة لي مفيدة وناجحة بكل المقاييس للتعرف على ما تزخر به مناطق المملكة عموما والمنطقة الشرقية بوجه خاص من كنوز حضارية وتراثية».
من جهته قال طارق السلامة، (طالب ثانوي) والذي شارك في رحلة لمنطقة حائل إنه استفاد كثيراً من البرنامج للتعرف على أبرز المواقع التاريخية التي تحتضنها المنطقة، مبينا أنهم تعايشوا مع زملائهم على أرض الواقع الأبعاد الحضارية التي تحتضنها المملكة. متطلعا إلى المشاركة في الرحلات التي يجريها البرنامج في المستقبل.
أما عبدالعزيز النقيدان، (طالب جامعي في منطقة القصيم)، فأشار إلى أن الرحلات التي شارك برفقة زملائه لعدد من الأماكن السياحية والتراثية، أثرت المعرفة لديهم ونقلت الصورة الحقيقية لما تحتوي المملكة من كنوز حضارية وتاريخية، داعيا الجميع إلى الاستفادة والتمتع بما تحتضنه المملكة من مواقع تاريخية تستحق المعايشة والتجربة.