محمد عبد الله الحمدان
مقدمة: في مقالي الماضي نشر هنا بتاريخ 1439/0/0هـ عن رحلتيّ في ربوع بلادي سهوت عن الإشارة لبعض رحلاتي داخل المملكة وخارجها، فكان في الداخل:
القصيم وحائل/ جازان/ أبها.. وغيرها
وفي الخارج:
لندن/ استراليا ونيوزلاندا/ قازاخستان، وجاراتها (روسيا/ الصين/ قيرقيستان)، ودولة الإمارات، وتركيا/ أوربا/ وكشمير التي لم تُكْتَب رحلتها بعد.
موضوعات صغيرة تضم كتبا نادرة
مكتبة قيس تضم موضوعات كثيرة منوعة مثل: المملكة والجزيرة العربية.. إلخ/ القرآن الكريم وعلومه/ المؤلفات المحلية. ثم أكثر من 50 موضوعاً.
بعد ذلك يأتي موضوع اسمه: موضوعات صغيرة، فيها كتب نادرة وقديمة وتضم 32 موضوعا، منها: (محمد إسعاف النشاشيبي)، وها هو:
قبل عقود نشر في جريدة المدينة المنورة بعددها 236 وتاريخ 1367/4/27هـ (1348/3/8هـ) مقال للأستاذ أحمد عبدالغفور عطار أثنى فيه على النشاشيبي رحمهما الله، ووصفه بالإمام اللغوي، وقال إنه عرفه منذ 10 سنوات حينما قرأ له كتابه (الإسلام الصحيح) ثم (قلب عربي وعقل أوربي).
وأضاف العطار أن النشاشيبي قام بالرد على مطاعن بعض المبشرين في القرآن الكريم من ناحية اللغة، وتصدى لهم وفند حججهم في مجلة الرسالة.
وأضاف العطار: أنه تمنى مقابلة الرجل، ثم حصل ذلك في القاهرة، وصار يحضر مجالسه.
وقد أعجبتُ - بدوري- بالرجل وحصلتُ على بعض مؤلفاته، ومنها:
1- مقام إبراهيم (إبراهيم هنا نو) البطل المجاهد، وهي خطبته في حفلة تأبين المذكور من قبل رجال الكتلة الوطنية في الشام عام 1354هـ، جاءت الخطبة في 31 صفحة، وطبعت في مطبعة بيت المقدس/ القدس.
2- قلب عربي في عقل أوربي، خطبة النشاشيبي (من أعضاء المجمع العلمي العربي في الشام، والمجمع العلمي في الشرق العربي) ألقاها في دار الجامعة الأمريكية في بيروت في 17 مارس 1924م.
طبعت الخطبة في مطبعة بيت المقدس في القدس سنة 1342هـ، وتطلب من المكتبة السلفية بمصر، وصفحاتها 18، وفي ثناياها أبيات شعرية جميلة وفي غلافها الأخير من آثار صاحب هذه الخطبة:
# كلمة موجزة في سير العلم وسيرتنا معه.
# مجموعة النشاشيبي (سيأتي ذكرها لأنها من الكتب التي عثرت عليها)
# البستان
وتطلب في القدس من جميع المكتبات العربية فيها.
3- كلمة في اللغة العربية .. خطبة خطبها إسعاف النشاشيبي (من أعضاء المجمع العلمي العربي في الشام، والمجمع العلمي في الشرق العربي) في دار جمعية الرابطة الشرقية في القاهرة في 1343/11/1هـ. مطبعة بيت المقدس في القدس 1343هـ 117 صفحة. الإهداء إلى: مصر.. مصدر المدنية.. وموئل العربية.
أقوال بعض الصحف المصرية
أثنت على الخطبة كل من: السياسة/ المقطم/ الأهرام/ البلاغ/ اللواء المصري والأخبار/ خليل بك مطران/ محمد رشيد رضا.
وفي الكتاب هوامش مفيدة.
4- مجموعة النشاشيبي
وافقت إدارة المعارف الفلسطينية على نشر هذه المجموعة في مدارسها لتستظهر منها الصفوف الابتدائية العالية والثانوية الكتاب الأول، تطلب المجموعة من المكتبة السلفية بمصر، وفي القدس من مكتبة فلسطين العلمية 1341هـ.
وقد وضعت لها فهرساً، هو:
فاتحة الكتاب/ من الكتاب العربي الكريم/ من كتاب الصحيح/ من أمثال العرب/ من أقوال العرب/ من أشعار العرب. (كما صححت بعض الأخطاء المطبعية) وصفحاتها 178، وبها الكثير الكثير من الفوائد والطرائف.
5- نقل الأديب .. كتاب نشر فصوله في مجلة الرسالة لصاحبها: أحمد حسن الزيات، ولم أجد الكتاب مطبوعا فعمدت إلى جمع ما تمكنت من فقراته التي بلغت 969 فقرة من المجلة نفسها، وقد نقصت 110 فقرات، لم أستطع الحصول عليها، وبعد مدة طويلة على ذلك الجمع لا أتذكر الآن لماذا لم أستطع ذلك.
وقد أشرت على بعض النقل التي فيها فائدة أو طرفة، كما شرح المؤلف النقل في ديباجة الكتاب، حيث قال:
النقل ما يتنقل أو يتنقل به على الشراب (شراب اللبن أو العصير)، وهو بضم النون أو فتحها وتسكين القاف كما في اللسان والأساس، وفتح النون والقاف كما في الجمهرة، وضم النون وتسكين القاف وهو الذي اقتصر عليه الجوهري، واشتهر على ألسنة العامة كما في التاج.
ديباجة الكتاب طريفة، وهاكموها:
تجدها - أخي القارئ- في الصفحة الأولى من النقل الموجودة في هذا المقال.
هدية
أهديكم -أيها القراء- بعضا من نقل هذا الكتاب القيم، وقد وجدت بعضها مما قد جمعته في كتابي (الذي لم أكمله) وعنوانه (ابتسم من فضلك):
النقلة رقم 50 - قال أحدهم لطبيب اسمه نعمان (أبو منذر):
أقول لنعمان وقد ساق طبه
نفوس نفيسات إلى باطن الأرض
أبا منذر: أفنيت فاستبق بعضا حنانيك، بعض الشر أهون من بعض
يشبه هذين البيتين أبيات للشيخ محمد بن إبراهيم البواردي رحمه الله، وهو مشهور بالدعابة والمزاح شعراً ونثراً.
ومن ذلك ما قاله د. محمد بن سعد الشويعر في كتابه: (من مشاهير علمائنا) المط بوع عام 1421هـ. فقد قال إنه لازم الشيخ البواردي قبيل وفاته ….. سمع منه أشياء كثيرة، وأذن له بنشر ما يراه، ومن ذلك ما قاله في الفقرة الخامسة من الفصل، صفحة 236.
النقلة رقم 5 - ومن أبياته الفكاهية الهزلية، قوله في رجل ينتحل لقب دكتور، وهو بعكسه، إلا أنه وُفِّق إذ عالج رجلاً يشكو مرضا عالجه بماء حار في قدر، فشفاه الله من مرضه.
وكان هذا الرجل لا يخلو من المباهاة بمزاولة الطب، ويدعي الكثير من معرفته ويُذكَر أنه قيل له: هل تستطيع أن تجري العمليات الجراحية، كما يجريها الأطباء، قال: نعم أستطيع أن أشق، ولا أستطيع أن أخيط.
ولما دخل هذا الدكتور على الشيخ عبدالله بن زاحم وهو يزاول القضاء، والشيخ البواردي عنده لأنه يعمل معه مساعداً، قال الشيخ عبدالله بن زاحم: يا شيخ محمد هذا الدكتور يحتاج تحية وشكر على مزاولته الطب، قال: يريدها بالعربي الفصيح أو الشعر العامي؟ فأجاب الدكتور نفسه: بل بالعربي الفصيح لأنه هو الذي يثبت. فأجاب مرتجلاً:
عليك سلام الله ما أمطرت صحواً
وما جرت الوديان من قلّة القطر
وما قطف الرمان من كبد السماء
وما جزموا حقا متى ليلة القدر
ألا أيها الدكتور ويحك لو تدري
بأنا نود اليوم طبخك في القدر
لتذهب مكروبات جسمك عاجلا
وتضحى قرير العين، منشرح الصدر
وتصبح مرفوعاً على كل دفتر
يقال: طبيب الناس في البر والبحر
وتدعى (إبراهيم) المطبب عندنا
إذا عالج الصاحي توجّه للقبر
بصيرا يشق البطن من رام شقه
ومن بعد شق لا يخيط ما يفري
يقول أشق البطن من تحت صدره
وأثنيه حتى أجيء على الدبر
فإن يَشْفِهِ المولى فذاك أَوَدُّه
وإن مات حَثَّينا ذويه على الصبر
فكم من شهيد مات من فعل كفه
وملبسه في الخُلْد من سندس خضر
كذلك أورد له الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز المانع في كتابه عن نجد ذي المجلدين طرائف كثيرة.
وكان الأخ د. أحمد بن زيد الدعجاني ألف كتابا مستقلا عن الشيخ البواردي عنوانه: (الشيخ محمد البواردي)، جمع فيه ما وجده من طرائفه شعراً ونثراً.
قلت: وما زال عند أهل محافظة الوشم وغيرهم الكثير من طرائفه الشعرية والنثرية.
النقلة 51 - قال الأصمعي: كانت امرأة من العرب تأتي بصبْية لها كل يوم قبل الصبح، فتقف بهم على تلّ عال وتقول أي بَنيّ: خذوا صفو هذا النسيم قبل أن تكدره الخلائق بأنفاسها.
النقلة …. - قال جحظة البرمكي:
إن تغنيت قال أحسنت زدني
وبأحسنت لا يباع الدقيق
وهذا البيت سمعته من الشيخ محمد بن ناصر العبودي، وهو هنا أكثر تفصيلا.
النقلة 147 - أحب الأصمعي أن يستثبت في كلمة استخذيت فقال لأعرابي أتقول استخذأت أم استخذيت؟ فأجاب: لا أقولها، فسأل: لم؟ فقال لأن العرب لا تستخذي أي لا تخضع.
- سأل رجل أعرابيا: ماذا تسمون المرق؟ فقال: السخين. فقال: فإذا برد؟ فأجاب: لا ندعه يبرد.
النقلة 179 - رجل أُغِيرَ على إبله فأُخِذَتْ، فلما تولى بها الآخذون صعد أكمة وجعل يشتمهم، فلما رجع إلى قومه سألوه عن ماله، فقال: أوسعتهم سبا، وأودوا (ذهبوا) بالإبل، يضرب لمن لم يكن عنده إلا الكلام.
202 - ابن زريق المقدسي:
كل من جئت أشتكي
أبتغي عنده دوا
يتشكى شكيتي
كلنا في الهوى سوا
163 - العز في العزلة لكنه
لا بد للناس من الناس
432 - قال الأصمعي: رأيت دكانا فيه الطيور المشويّة وأنواع الفواكه، وامرأة في غاية الجمال، فقلت: (وفاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون، وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون). فقالت المرأة على الفور: (جزاءاً بما كانوا يعملون).
541 - يحجون بالمال الذي يجمعونه حراما إلى البيت العتيق المحرم
ويزعم كلٌ أن تُحَطَّ ذنوبهم
تُحَطُّ، ولكن فوقهم في جهنم
755 - إذا كان الزمان زمان سوء
فيوم صالح منه غنيمة
ووجدت في الصفحة 42 وغيرها من الصفحات إعلانا عن كتاب النشاشيبي (الإسلام الصحيح) الذي ذكره العطار في مقاله المرفق.
رحم الله الاثنين، ووالديّ ووالديكم وجميع المسلمين، وأعاد لنا بيت المقدس والقدس ومكتباتها، والسلام عليكم وعليكن ورحمة الله وبركاته.