عبد العزيز الصقعبي
تزخر المملكة العربية السعودية بعدد كبير من كتاب وكاتبات السرد، منهم من يكتب الرواية وكثير من يكتب القصة القصيرة، وبالطبع هنالك من توقف عند كتابة القصة القصيرة جداً، والمؤسسات الثقافية ودور النشر المحلية والعربية تصدر سنوياً مئات الكتب السردية.
على الرغم من هذه الكثرة نفاجأ أن أدب الخيال العلمي، وكتب الأطفال والفتيان والناشئة تمثل نسبة ضئيلة من تلك الإصدارات، وربما نفاجأ أن كتب الفتيان طيلة السنوات الماضية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، والأمر ينطبق على أدب الخيال العلمي وإلى حدّ ما أدب الأطفال.
أتمنى من الجيل الجديد ممن يضع خطواته الأولى في عالم السرد، وبالذات ممن لديه أو لديها محاولات محدودة بكتابة القصة وبالذات القصة القصيرة جداً والتي أصبح «كل من هب ودب» يكتبها، أتمنى من هؤلاء الولوج إلى عالم رحب وهو الخيال العلمي، ويتماهى معه أدب الفتيان، لاسيما وأن ثقافة الأجيال الجديدة يسيطر عليها الخيال العلمي بصورة كبيرة وما يمارسه الفتية والأطفال من ألعاب إلكترونية تدور أغلبها في فلك الخيال العلمي، وأعتقد أن كتابة بعض النصوص التي تحمل المعلومة العلمية إضافة إلى الحكاية، هي المحك الرئيس لقدرة الكاتب أو الكاتبة.
الكتابة للأطفال بسنواتهم المختلفة تحتاج إلى موهبة خاصة وقدرة على معرفة النسق الذي يفهمه الأطفال دون تسطيح أو مبالغة، وكثير من الكتاب وتحديداً الكاتبات تمرسن التعليم وبعضهن يعملن في رياض الأطفال أو الصفوف الأولية الابتدائية، فغالباً هن قريبات من عالم الطفولة، ولديهن القدرة على التواصل مع السنوات الأولى من حياة الإنسان، لذا فالتوجه للكتابة للأطفال ومن ثم الناشئة فالفتيان هي الخطوات الرئيسة والمهمة لمحبة القراءة التي يكون الخيال علمي محوراً رئيساً بها لتصبح القراءة عادة متأصلة بالأفراد.
الساحة الثقافية بصورة عامة تفتقر لكتاب قصص الفتيان والخيال العلمي، وأعتقد أن الاحتفال باليوم العالمي للقصة القصيرة، مر دون أن يشير أحد لأهمية قصص الأطفال أو أدب الفتيان والخيال العلمي.
قد يقول البعض إن الكتابة للأطفال والفتيان والخيال العلمي غير جاذبة، وأن كتابة الرواية وبعد ذلك القصة والشعر هي الطريق الأفضل للشهرة واكتساب عدد كبير من القراء، وأنا أقول إن القضية ليست بحثاً عن الشهرة، وإلا اتجه الجميع إلى التمثيل والغناء، القضية حب للكتابة ورغبة بتقديم رسالة عبر النص الأدبي، قد لا تكون هذه الرسالة مباشرة ولكن على الأقل تساهم بارتقاء الإنسان وتغيير نظرته تجاه بعض الأشياء، ومن يكتب للعبث لمجرد الكتابة دون مضمون مفيد أو ممتع، لن يحقق النجاح مطلقاً، وبالطبع الكتابة للأطفال والفتيان ستكون أهم، لأن العبث سيكون بعيداً عنها، وستقدم الكثير من المتعة والفائدة.
إن كثيراً ممن يكتب القصص القصيرة في المملكة أو الوطن العربي، أحياناً يصبحون نسخاً مكررة، وهنا الصرع للتميز، وأرى أن هنالك مساحة لم يطأها قلم في ساحة الأدب ألا وهي الكتابة للفتيان والأطفال إضافة إلى رواية الخيال العلمي، من يحب المغامرة ويغادر كتابة القصص التقليدية ويكتب ما هو مختلف؟.