كاتب فهد الشمري
إن الفروسية تراث عربي قديم قدم الإنسان العربي، فلطالما كانت مجالاً يتبارى فيه المتبارون ويتنافس فيه المتنافسون، لأنها كانت ولا تزال جزءاً من مكونات الشخصية العربية قديماً وحديثاً، ولكنها تزداد ألقاً وقيمة حينما يرتبط اسمها بأسماء أناس غيروا مجرى التاريخ، وحولوا المستحيل إلى واقع معاش، وليس ذاك إلا في شخصية الملك المؤسس -طيب الله ثراه-.
إن هذه الاحتفالية القيمة الغالية على قلوب المواطنين جميعاً بشكل عامٍ، والمهتمين بالفروسية بشكلٍ خاص تعتبر من أهم البطولات على الإطلاق وذلك لأنها تحمل اسم راعي الفروسية الأول، ومؤسس الدولة الذي امتطى على ظهر الخيل شرقاً وغرباً حتى فتح البلاد، وساق الله على يديه الخير للبلاد والعباد، والتاريخ يخبرنا عن قصة العشق والحب التي ولدت بين المؤسس -طيب الله ثراه- وهذا المخلوق الجميل الذي كان له دور كبير في فتح هذه البلاد المباركة.
إن هذه الكأس لها قيمتها الفريدة كتفرد من تحمل اسمه، ولا شك أن من سيحصل عليها سيكون متفرداً في مجال الفروسية، فهي الكأس التي تحمل التاريخ في طياتها، وينبثق منها عبق الجزية العربية بلون ونكهة ونظرة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، الذي حول مسار الجزيرة العربية، وغير شكلها ولونها في بضع سنوات حتى صارت بمثل ما يراها الناس اليوم.
فما أجمل أن تأتي المناسبات التي تنقل إلينا صورة الماضي بشكله ونوعه، ويصبح الحاضر مختلطاً به كماً وكيفاً وحجماً ونوعاً، فتشهد الرياض مناسبة جميلة ورائعة وهي مسابقة كأس المؤسس، في الوقت الذي يخبرنا الماضي أن الخيول هي الطريقة التي جاب بها المؤسس هذه البلاد طولاً وعرضاً حتى أنشأ أمام العالم بأسره المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت مع الأيام من أكثر دول العالم قوة، وباتت تعلو على هام العلا، أمام القاصي والداني حتى أصبحت الفروسية ينظم لها السباقات وصارت تدور وفق كل الرؤى الوطنية التي يضعها ولاة الأمر بما في ذلك رؤية 2030.
إن الاهتمام الذي أظهره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قد أتى متوافقاً مع طبيعته الشخصية التي تربت على الحزم والحسم والشجاعة والإقدام فهو الفارس في السياسة والفارس الذي يقيم للفروسية قدرها ومكانتها.
** **
- المحامي ومالك أسطبل النشاما