كتاب رحلات العرب في جزيرة العرب خلال النصف الأول من القرن العشرين، نشرته دار القوافل للنشر والتوزيع، الرياض، 1430هـ - 2009م، وهو من تأليف الدكتور منصور الحازمي.
يقع الكتاب في 185صفحة ويشتمل على قائمة بالمحتويات، وتصدير، وثلاثة فصول اشتمل كل فصل على عدد من المباحث.
ذكر الباحث في تصدير كتابه أن هذا الكتاب هو بحوث المؤلف التي نشرها في مجلة الدارة في عام 1400هـ، 1980م وأضاف إليها بعض النصوص المختارة لتلك الرحلات. بدأ الفصل الأول بقول الباحث إن الإنسان شغوف رحال بطبيعته، تواق للمعرفة واكتشاف المجهول فلم تتيسر له أسباب الرحلة وأنصت إلى الذين أوتوا الحظ في المشاهدة والتجوال وليس من رأى كمن سمع، وقد برز العرب دوناً عن غيرهم في مجال الرحلات.
كما تزخر المكتبة العربية بعشرات الرحلات المطبوعة والمخطوطة التي تؤكد اهتمام العرب بهذا اللون الطريف من الكتابة، وتدل على حيوية ونشاط ورغم فائدة الرحلة، وأهمية الرحلة وخطورتها وغناها في التراث العربي إلا أنها لم تحظى بالاهتمام الكافي من جانب النقاد والباحثين المحدثين، وما زالت الجهود قليلة وبعضها لا يتجاوز التعريف أو التلخيص أو العرض.
وهي ميدان واسع يتنافس فيه التاريخ والأدب وربما فنون وعلوم كثيرة أخرى لا تدخل تحت حصر ولكن بعض أشكالها تنم عن أدب خالص.
بين الباحث أن الحج العامل الرئيسي في توجه الكثير من قوافل الرحالة المسلمين إلى الحجاز، ومن أبرز الرحلات إلى مكة رحلة إبراهيم رفعت باشا المسمى (مرآة الحرمين) أو (الرحلات الحجازية) وغيرها، ومشاعر المدينة، ورحلة محمد لبيب البتوني بها للحج مرافقة للخديوي عباس حلمي في آواخر عام 1327هـ - 1909م، ورحلة أمين الريحاني ملوك العرب 1922م، وخير الدين الزركلي في كتابه (ما رأيت وما سمعت) 1920م.
لفت الرحالة الحكم السعودي بما أحدثه في الجزيرة العربية، وما وطده من أمن، وما أدخله من تطور وسائل الحياة الحديثة، وهذا ما لاحظه العديد من الكتاب والمفكرين والصحفيين عندما زاروا البلاد السعودية. قسم الباحث الرحلات إلى رحلات الحج، والزيارة والرحلات السياسية، ورحلات الصيد.
في الفصل الثاني تناول الكاتب البلاد العربية والسعودية في عيون الرحالة العرب، وبين أنه رسخ في أذهان الرحالة عدة عوامل أهمها: الجهل بأوضاع الجزيرة العربية، وتأخر بلدان الجزيرة العربية اقتصادية وثقافياً مقارنةً بمعظم البلدان العربية.
زود الباحث الفصل الثالث بنماذج نصية مبتدأً بالصدقات الجارية لسكان الحرمين لإبراهيم رفعت باشا ثم نظام القوافل لمحمد لبيب ثم جولة في البادية لخير الدين الزركلي وغيرها.
زاوج الحازمي في كتابه (رحلات العرب في جزيرة العرب) بين التاريخ والأدب وقدم للكاتب معلومات تاريخية بأسلوب سردي بسيط يسهل على القارئ تتبعه وفهمه، وفي الحقيقة أن هذا الكتاب يعكس الحياة السياسية والاجتماعية في بدايات الدولة السعودية الثالثة، والوضع الأمني الذي كانت تعيشه الدولة، وما أحدثه الملك عبدالعزيز من تغيرات جذرية في الدولة على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والعلمية والتي كانت شاهداً قوياً على عمق تأثيره وقوة قيادته للدولة.
د. مريم بنت خلف بن شديد العتيبي - جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز