«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كان طبيعياً أن تقوم قيادة الوطن الحكيمة بين فترة وأخرى بعملية تجديد من خلال ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من إصدار لأوامر ملكية، وبالأمس القريب أصدر - حفظه الله - عدداً من الأوامر الملكية الكريمة والتي تتضمن تجديد هيكلة شاملة في عدد من القطاعات، إذ وافق - حفظه الله - على وثيقة تطوير وزارة الدفاع المشتملة على رؤية وإستراتيجية برنامج تطوير الوزارة، والنموذج التشغيلي المستهدف للتطوير، والهيكل التنظيمي والحوكمة ومتطلبات الموارد البشرية التي أعدت على ضوء إستراتيجية الدفاع الوطني، وتضمنت الأوامر الملكية الكريمة إعادة تشكيل قيادات قطاعات القوات المسلحة، وتعيين عدد من أصحاب السمو الملكي في مواقع جديدة، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة الجوف وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة عسير، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائباً لأمير منطقة حائل.
كما تضمنت الأوامر الملكية الكريمة إعفاءات في عدد من القطاعات، اشتملت على تعيين مساعد لوزير الدفاع للشؤون التنفيذية، ومساعد لوزير الداخلية لشؤون التقنية، وتعيين نائب لوزير العدل، ووكيل للنيابة العامة، ونائبة لوزير العمل. كما تضمنت الأوامر إعادة تشكيل مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وإنشاء هيئة عليا لتطوير منطقة عسير.
هذا هو الخبر الذي حملته لنا «الجزيرة» يوم أمس وغيرها من صحفنا المحلية ومختلف وسائل الإعلام.
والسؤال هنا الذي يجدر بنا أن نجيب عليه في هذه «الإطلالة» لهذا اليوم (لماذا التجديد؟) وهو المحور الذي دار بين أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وهم يتابعون الأخبار وما تضمنته من أوامر ملكية كريمة.
ولو طرحنا السؤال على أنفسنا لوجدنا الإجابة عليه موجودة دائمًا أمامنا.
فالحياة بطبيعتها حياة متجددة، الشمس تشرق فيها كل يوم لتحمل لنا النور والخير، والإنسان بفطرته يميل إلى التغيير والتجديد، وعقله دائمًا ينشد التجديد والتطوير بهدف التقدم والارتقاء والنمو في كل مظاهر الحياة فكيف عندما يتعلق الموضوع بوطنه الذي وفي هذا العهد الزاهر ينشد ما فيه مصلحة الوطن والمواطن ويسعى حثيثًا إلى الأخذ بما ينفعهما وإلى كل ما يحقق تطلعاتهما ومصالحهما.
وها هو عنوان الخبر الذي نشرته صحيفتنا الغراء (في عهد سلمان.. التجديد قادم..) يحمل بشرى التجديد والتقيير. والعنوان يحمل الكثير من المعاني، فالتجديد القادم يعني التقدم والتطور والرقي واختيار الأصلح في كل موقع والأوفق والأنسب مع مصلحة الوطن دون مجاملة أو محسوبية، مع الاستمرار في عملية البناء والتنمية ومواطبة كل جديد مسايرة لسنة التطور والارتقاء، وبذلك يحقق الوطن رؤيته المستقبلية (2030)، وبذلك تحقق القيادة والوطن جميعًا الأهداف والتطلعات وتتجدد حياة الوطن نفسه.
ولقد نقل لنا التاريخ كل التاريخ أن الأمم والأوطان التي لا تتجدد والتي «محلك سر» فهي أمة راكدة، تقف حيث هي مهما كانت تملك من الإمكانات والقدرات.
الأمم التي سمت وارتفع شأنها هي الأمم المتجددة. وبالتالي كل دولة في العالم تريد أن يكون لها مكان سامٍ وشامخ في هذا الكون. هي الدولة التي تنفض عنها غبار الكسل وتسعى جاهدة إلى المزيد من العمل.
وكما تعلمنا في مراحل التعليم الأولى: كل كائن حي لابد له من التحرك والتقدم، وهذا التقدم أو التطور الطبيعي هو ما يسمى التجديد.
فبارك الله وطني وقيادته الحكيمة التي تسعى دائمًا وعلى الأخص في عهد سلمان الخير إلى التجديد الدائم والقادم..؟!