مها محمد الشريف
إن الغاية من تأسيس العمل الإنساني هو تحرير الإنسان من العجز والهلاك والدولة تنظّم هذه الأعمال وفق تنظيمها الإداري والقانوني، وتحقق اكتمال الإنسان وتهذيب قدراته وتنظيم حياته الاجتماعية وشرعية لكيانها تضمن له الرعاية والحماية، والحدث الأهم هو إدارة هذا العمل الإنساني برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - فقد وردت مبادئ وتوجهات إستراتيجية لمنتدى الرياض الدولي الإنساني تحت عنوان «العمل الإنساني مسؤولية دولية».
وقد أكدت قيادتنا الحكيمة، ومن خلال سنوات العطاء الطويلة في مجال العمل الإنساني أهمية العمل من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وأن الأمة التي تبحث عن السلام تحرص على قدسية رسالتها وتقدّم مساعداتها لكل من الشعب اليمني واللاجئين السوريين والصومال والمشرّدين الروهينجيا والدعم المتواصل وغير المحدود للفلسطينيين، في كل مكان للعطاء عنوان وأرقام وقائم على أسس منظمة وفق المعايير الدولية للمنظمات الإنسانية ويشهد بذلك التاريخ بالاستدامة للعمل الخيري وتوسيع الديمومة للنتائج بوضوح بمعية الحضور الثري من صنَّاع القرار وبمشاركة منظمات دولية ومحلية ومتخصصين في العمل الإغاثي والإنساني .وتؤمن بدورها لتحقيق الغايات النبيلة للإنسانية.
في هذه الأثناء يظل العمل الإنساني مسؤولية دولية ينظمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالشراكة مع الأمم المتحدة إلى منظمة التعاون الإسلامي، والدور الكبير للمشاركة الدولية التي تشدد على ضرورة التعاون وبذل الكثير من الجهود لنجدة الإنسان في كل مكان تعرض للنزاعات السياسية والكوارث، ويهدف هذا المنتدى إلى طابع شمولي لحقوق الإنسان في عصر يتميز بالتحولات العميقة والمتسارعة، وفي الوقت ذاته تتجلّى القدرة على العطاء وعلى أعلى مستوى من الوعي والمسؤولية لأعمال المنتدى في رحاب هذه الدولة الفتية التي استطاعت أن تكون محط اهتمام الدوائر الاقتصادية والمالية العالمية بفضل موقعها الإستراتيجي وتشريعاتها وقوانينها وسياستها العادلة.
وتدل كل المؤشرات على أن الموروث الثقافي والتاريخي لا ينفك يذكّرنا في كل فترة زمنية بالعمل الإنساني الذي أصبح عادة يمارسها الفرد في هذا المجتمع الكريم وساهم في بناء الترابط والتكامل في تحقيق توازن بين مختلف الاعتبارات ويفخر بها كل مواطن سعودي، ولطالما سعت المملكة في تجسيد هذه المبادئ السامية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة الذي قدَّم المساعدات لأربعين دولة متضررة ورفع عنها المعاناة ومشقة الحياة .
وحرصت القيادة على رعاية منتدى الرياض الدولي الإنساني وتدشين المنصة الإلكترونية للمساعدات الإنسانية وقد أتاحت الوصول إلى فئة كبيرة من الشباب وهذا الحشد المتميز من الإعلاميين ومن العاملين في مجال الاتصالات والمعلومات بحضرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله ورعاه- لا شك أنها جهود كبيرة تبذلها دولتنا في الإغاثة ودعم الأعمال الخيرية والإنسانية وأعمال تجسد دور السعودية ورسالتها إلى العالم في الدعوة للسلم والسلام ونبذ الإرهاب، والمملكة تمد يد العون وتقدم إنجازاً ملموساً بلغ عدد الدول المستفيدة منه 100 دولة وهذا ما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف.