«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
المرأة هي المرأة في كل مكان بهذا العالم الواسع، هي الأم والزوجه والابنه والأخت، وهي قبل كل شيء لم تختر أن تكون امرأة ولكن الله حباها بهذه النعمة الكبيرة التي منحها إياها وهي أن تكون «أماً» وتحمل بالتالي كل الصفات التي أشرت إليها في بداية هذه «الاطلالة» لهذا اليوم. والحق أن فكرة هذا الموضوع جاءت وليدة مشاهدتي لفيديو بث عبر «الإعلام الجديد» عن افتتاح مخبز في «رفحا» بأيادي نساء سعوديات. والمرأة منذ بدأت الحياة وهي تعمل بجانب الرجل. في الكهوف والحقول وحتى في الصحراء تحتطب لأسرتها حتى تعد طعام بيتها. وعمل المرأة في مختلف دول العالم بل في كل مكان يلقى الضوء على الجهد الذي تقوم به المرأة. جهد ربما لا يقوم به بعض الرجال، فهي ومنذ الصباح الباكر تستيقظ لتقوم بإعداد ما تيسر من الطعام لأولادها وبناتها، ومن ثم تبدأ مشوار العمل في منزلها عمل يستمر معها طوال ساعات النهار وبعض من ساعات الليل كنا ونحن صغار نشاهد أمهاتنا وهن يقمن بالعديد من الأعمال المنزلية لوحدهن من دون تذمر ولا شكوى بل كل ما يقمن به من أعمال وأعباء وخدمات داخل بيوتهن، وليد حب وعطاء غير محدود، ومحظوظة تلك المرأة التي يوجد لديها من يساعدها في بعض الأعمال. إذا كانت ميسورة الحال وبالتالي تستطيع استئجار واحدة من النساء اللواتي هن أيضًا يعملن في البيوت من أجل لقمة عيش حلال لأفراد أسرتها وعلى الأخص عندما تكون أرمله أو مطلقة أو بحاجة للمال أو حتى بدل «وجبة» تحملها إلى أولادها، وقبل هذا وفي جميع الحالات تبقى المرأة وفي مختلف المجتمعات حالة استثنائية ومهمة بحاجة لمزيد من الفهم والإدراك لما تقوم به في هذه الحياة من أداء «رسالة عظيمة» ومع هذا هناك من ينظر إليها نظرة خاطئة وسلبية وحتى ظالمه عندما يجدها أحدهم تعمل خارج منزلها أو حتى في عمل يوجد فيه الرجال، الذين درسوا التاريخ أو كان لديهم إلمام بما يجري في دول العالم الذي ارتقى وتطور وباتت فيه المرأة في الأماكن الرفيعة التي تستحقها بجدارة، الذين يعون وعيًا جيدًا وبمنطق تاريخ المرأة منذ بدء الحياة يستطيع أن يلاحظ تلك الأدوار الكبيرة التي لعبتها نساء بارزات كانت لهن وعبر التاريخ مواقف شجاعة تشهد للمرأة بمقدرتها وتميزها وتعترف لها بالحجم والفعل الحقيقي الذي ما زالت المرأة تعمل من أجله. وبفضل الله وخلال هذه العهد المشرق والمنير حظيت المرأة في بلدنا بتقدير كبير.
ها هي رائدة من رائدات الوطن في مجال الثقافة والفكر والعلم تكرم بأرفع جائزة في الوطن «وسام الملك عبد العزيز « طيب الله ثراه وتتسلمها مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إنها سعادة الأستاذة والدكتورة خيرية إبراهيم السقاف.
أما اليوم أكتب لكم هذه «الاطلالة» بعد مشاهدتي بكل اعتزاز وفخر للمخبز النسائي في مدينة رفحا العزيزة، وأقدم كل التهاني والتبريكات لهذه المجموعة من سيدات الوطن اللواتي أقدمن على هذه الخطوة التجارية الرائدة المتميزة، ليقدمن خبزًا ساخنًا وشهيًا.
لقد كانت جميع المبادرات النسائية في العالم جاءت وليدة فكرة، وعزم وإقدام، والمطلوب أن يغير البعض ممن ينظر نظرة قاصرة فيها ضبابية وعدم وضوح وأن يحسن الظن في «المرأة» الأم والزوجة والأخت والابنة وحتى الحفيدة ويفخر بهن، فبارك الله في كل عمل شريف وشكرًا لبنات رفحا القدوات على خطوتهن المباركة والطيبة والمحمودة.