رقية سليمان الهويريني
أظهرت الهيئة العامة للإحصاء في تقريرها الصادر لعام 2017م؛ بعد قيامها بمسح ذوي الإعاقة، أن 79.500 مواطن حصلت لهم الإعاقة بسبب حوادث مرورية! وبيّن التقرير أن بعض المعاقين يعانون من إعاقة واحدة، أو مركبة مثل ضعف البصر، وضعف السمع، وصعوبة في المشي والحركة نتيجة خلل في الدماغ الذي يعطل التواصل أو التفاهم مع الآخرين لتأثيره على المهام الوظيفية لأعضاء الجسم والقدرات الإدراكية.
ولا شك أن تأثير الإعاقة لدى80% يمتد مدى الحياة، برغم الإجراءات المرورية وتطبيق قانون المخالفات الذي أسهم بشكل كبير بتقليل الحوادث المرورية، إلا أن70 % منها يعود للسرعة الزائدة المصحوبة بتشتت ذهني، كما أن استخدام الجوال أثناء القيادة يعد المسبب الأول بحسب ما ذكره رئيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية الدكتور عبد الحميد المعجل لصحيفة (مكة).
ونرجو تطبيق الضبط الآلي لمخالفة استخدام الجوال أثناء القيادة عاجلا، لعله يسهم بانخفاض الحوادث، أسوة ببعض الدول التي تطبق نظاماً صارماً وضبطاً دقيقاً باستخدام التقنية الحديثة لهذه المخالفة القاتلة.
وبحسب تصريح الإدارة العامة للمرور؛ فإن المملكة تحتل المركز الأول عالمياً في عدد حوادث الطرق. وربما يعود السبب في ذلك لسهولة اقتناء السيارات حتى للمراهقين دون العشرين ممن لا يدركون أنها وسيلة مواصلات وليست مجالاً للمتعة أو لقضاء وقت الفراغ. وكذلك العمالة الوافدة غير المؤهلة للقيادة داخل المدن أو في الخطوط الطويلة، وهي عادة تقود المركبات ولا تمتلكها أو ربما تحصل عليها بثمن بخس!
إن الحوادث المرورية عدا ما تسببه من استنزاف اقتصادي وصحي؛ فإنها فاقد إنساني موجع، حيث يلاحظ أن كل أسرة تقريباً فقدت عائلها أو أحد أفرادها وخاصة الشباب منهم! وهو ما يثير القلق، ويدعو لنشر الوعي المروري ومضاعفة العقوبات ومصادرة المركبات من صغار السن والمستهترين!
وكيلا نحمّل المجتمع كامل المسؤولية؛ فإن عوامل عدة تشترك في هذه الكارثة منها عدم تأهيل الطرق وغياب وسائل السلامة، والتهاون بوضع اللوحات الإرشادية عند معابر الجِمال في الطرق السريعة خارج المدن، وبعض الجسور والأنفاق وقبل الانحناءات الخطيرة، فضلاً عن تقاعس جهاز المرور بالقيام بعمله على أكمل وجه.