د. خيرية السقاف
«محمد بن سلمان» أصبح اسمه علامة فارقة في تاريخ رجال الحكم..
لأن هذا التوقد الطموح, والقرار المفاجئ النافذ, والجرأة في اقتحام سياجات غير عادية في مفاهيم المجتمع ومسالك أفراده, وفي طرح منهجية حديثة على البنى الفكرية, والنفسية لأفراده, وتحويل أرباب القافلة إلى كتلة من الشباب, وإن لم يكن لهم خبرات إلا أنهم ممتلئون بالحيوية والوعي, وقلب الطاولة على المنتفعين ماديًا على غير حق, كلُّها مجتمعة ميَّزتْه, أظهرت فيه سمات المجدِّد, المنافح, والصبور, والمجازف من أجل رؤيته التي بدأت تؤتي ثمارها, بدءاً بالإيقاع بالمفسدين ماديًا, ثم في الوقت ذاته باكتساب مؤازرة, ورضا سواد أفراد المجتمع, ما بهر العالم بهذه الشخصية الفذة, العنيدة, المثابرة, فهو حسب ما يقول عنه المقربون منه بأن عينيه لا تنامان إلا سِنة من الوقت, أو أقل..
حقيقة ما قاله هذا الرجل المجدد محمد بن سلمان في مقابلته الأخيرة مع صحيفة «واشنطن بوست» قبل يومين من أنه بادر مشروعه الوطني لتحقيق رؤيته بعيدة النظر, قريبة البدء بصدمة مفاجئة لما اعتاد عليه المجتمع من الدعة في رفاه المفسدين ماديا, وفي شح موارد البناء, وقد أتمه لنهضة تغييرية شاملة من شأنها نزع الوطن من مغبة الهدر غير النافع, وغمسه في أتون دأب متسارع نحو الإنجاز, من أول خيط في نسيج البنية الاقتصادية فاستمرارًا نحو الصناعة, والاستثمار, والتعليم, والقضاء, والمرأة, والجيش, فالإنجاز مختلف التفاصيل, والمجالات, ولقد اتخذ أدواته الشباب, وجعل أبعاده القفز نحو صفوف العالم المتقدم في شتى المجالات, كي لا يبقى المجتمع مستهلكا, وهو يملك طاقات بشرية, وموارد بديلة, والمهم في مشروعه أن يتحول إنسان الوطن من الاتكالية, والدعة بأي صور لهما إلى عامل منتج, وكادح فعال..
مر ابن سلمان على كل مفصل في الوطن فلمسه برؤيته, ومكَّنه من طموحه, وأخذ بيده إلى إنجاز تطلعاته لإعادة بنائه, وتمكينه من العمل كما تتطلب الرؤية بعيدة الهدف, وخلاصته أن تكون البلاد وجهًا جديدًا, وواقعًا مدنيًا متحضرًا, وبوتقة إنتاج, ومصدرًا لكل فعلٍ متقدم ٍعلى مستويات تفاصيل قائمة أهدافه, وغايات طموحاته.
وفقه الله, وفقه الله, وحقق له النجاح, ومكنه من الإثمار.
إنه حقيقة نموذج فاخر لشباب الوطن, بكل ما جاءت به «صدمته» الدافعة, والباعثة للوجه الناصع للوطن.