د.عبدالعزيز الجار الله
قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ -قال- لنا ولصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن التغييرات التي أعلنها مساء الاثنين الماضي الملك سلمان هي جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب (الطاقة العالية) الذين يستطيعون تحقيق أهداف العصرنة، نريد العمل مع الطموحين. (انتهى جريدة الجزيرة الخميس الماضي).
وهي خلاصة برامج وتجارب خاضتها قيادة الدولة في اختيار المسؤولين القادرين على تفعيل طاقاتهم ويتميزون بالطموح العالى، والهمم التي لا تلين.
صحيح أننا في مرحلة الدولة الفتية التي يغلب سن الشباب على سكانها، وأننا نعيش في زمن قيادة شابة التخطيطية والتنفيذية تقود الوزارات وإمارات المناطق والهيئات والجامعات والصحة ومرافق الخدمات؛ لكن شرط الكفاءة والطاقة العالية هي المعيارية في اختيار المناصب التي لا تجعل الثقة لوحدها أو الكفاءة لوحدها هي المعيار الأوحد، فالطاقة العالية بكل شموليتها هي التي تناسب المرحلة الحالية، فلا ينظر للمسؤول المالي أنه مدقق حسابات فقط، بل مخطط ومطور وقادر على الجودة، وهمته وطموحه وعطاؤه عالٍ جداً.
نحن في مرحلة جديدة من القيادات المميزة لإدارة الوزارات والهيئات بعد أن تم إنجاز نسبة كبيرة من البنية التحتية، وأصبحت الخطط واضحة بعد إعلان الرؤية 2030 والتحول الوطني 2020 والبدء في التحولات الحقيقية للدولة الحديث، والتي تتطلب تحولات اقتصادية واجتماعية وتعليمية.
هذه التحولات أصبحت واقعية لأن الجيل المحرك لها يقبل التغيير ويؤيدها كما أشار لذلك سمو ولي العهد الأمير محمد بن عبدالعزيز في لقائه الأخير عندما تحدث عن جيل الألفية الثالثة.. أما الجيل الذي كانت ولادته في السبعينيات الهجرية الخمسينات الميلادية فقد أدى الدور في إنشاء وتطوير مرافق الدولة إلى ماوصلت إليه في بلادنا، وقدموا اللبنات الأساسية والبناء القوي ليكون الأرضية الصلبة لجيل الألفية الثالثة من أجل وضع دولتنا بالمكانة التي يجب أن تكون به في مصاف الدول المتقدمة في الاقتصاد والتقنية والصناعة.