مها محمد الشريف
لا يمكن للإنسان أن يتهيأ للحياة التي يعيشها بقناعة وسعادة إلا إذا تحمل مسؤولية التفكير بنفسه وحياته اليومية وكانت علاقته الجوهرية بأرضه ومجتمعه قوية يدرك معناها ويراهن عليها، من هنا يعلم قيمته الحقيقية ومشروعيتها، ويكتسب الفضائل من الثوابت التي تسير على نهجها دولته ووطنه فالمملكة منذ المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، قامت على القيم والمبادئ وخدمة الحرمين الشريفين والأمة الإسلامية والحجاج والمعتمرين وتقدم جميع الخدمات بكل يسر وسهولة لهم دون تمييز أو أي أهداف اقتصادية أو سياسية.
لقد رسخت الدولة الوحدة الوطنية وعززت سمو طبيعة الإنسان و أخلاقه وأفعاله. استطاعت أن تتعاطى باقتدار مع حقوق المواطن وتمنحه الأولوية من الاهتمامات المتمثلة في الاستثمار الأمثل في العنصر البشري وتحديث وتنمية القدرات، ومن هذا المنطلق نشاهد باهتمام وافر لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
ليس الهدف مشاهدة اللقاء الأكثر شفافية وواقعية فقط، بل رؤية القائد الشاب المتحدث بمنطق حكيم يسير بخطى سريعة نحو الطموحات التي عانقت السماء، لاسيما أننا نجد في شخص ولي العهد صورة المستقبل المشرق الذي اختصر المسافات إلى أحلامنا وآمالنا، فقد أبلى بلاءً حسناً وخطف أنظار العالم وعقولهم بحلول جذرية لتصحيح الأخطاء ومعالجة الفساد فقال سمو الأمير محمد بن سلمان: «الموجة الجديدة من الإصلاحات بأنها جزء من العلاج بـ»الصدمة» الذي يُعد ضرورياً لمكافحة الفساد والعمل الدؤوب لتطوير المجالات كافة حيث بدأ سموه قبيل نهاية اليوم الذي أُصدرت فيه الأوامر الملكية التي شملت الجيش السعودي والبيروقراطية الحكومية وتعيين امرأة في منصب وزاري، تماضر بنت يوسف الرماح كنائب لوزير العمل، وناقش الأمير حملاته ضد الفساد والتطرف.
اختزل الكثير من الملفات بلغة ذكية تتناغم مع العصر، ما أود قوله هنا في هذا المقام الرفيع وما يحمله من ضوء يفرح برؤيته كل مواطن. إننا نرى الحياة من منظور أكثر وضوحاً بمقدار معرفتنا للحقائق، ونلمس إلزاماً طبيعياً لإصلاح الخلل، فالمملكة بلغت مراتب عليا في مختلف العلوم والتقنيات وبناء صروح علمية وثقافية تقاس بمقدار شيوع مكانتها الدولية وأهميتها المحورية في العالم، وجاءت رؤية المملكة 2030 لتكون منهجاً يحدد السياسات العامّة والبرامج والمبادرات وتوظيف إمكانات المملكة في ثلاثة محاور تتلخص في مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
وما شاهدناه ليس إلا قائداً شجاعاً لا يخشى التحديات يكتب الواقع الحضاري ويحدّث التاريخ بأن القادم أعظم وبين يديه الأدوات ولكل عصر رجال، فالعمل على نطاق إقليمي وعالمي هو ما يستوجب النهوض إلى مصاف الدول المتقدمة، وذلك ليس بالأمر الصعب لما تتمتع به المملكة من مكانة مهمة وحضور ثري في الساحة الدولية والأممية.
ودورها الكبير في الأحداث السياسية والاقتصادية تعمل على تحقيق أغلب الأهداف التي لا تخلو من ارتباط مباشر أو غير مباشر بحقوق الإنسان، تستثمر ما منحته إياه مكانتها في قلب العالم الإسلامي ودول العالم من إشعاع معنوي لنشر السلام والتسامح وتحديد المسؤوليات الإنسانية، وتدبير الشأن العام.
ويتميز ولي العهد حفظه الله بسرعة الإنجاز وعبقرية الفكرة ومن ثم تطبقها فالتطوير قادم للأمن، والصحة، والعمل، وحقوق المرأة والطفل، وذوي الإعاقة والمسنين، مما يؤكد الاستمرار في التغيير إلذي كشفت للعالم ووسائل الإعلام العربية والعالمية عن تمفصل البعدين الإصلاح والفساد في لقاء الأمير محمد بن سلمان وتحقيق الأهداف.
وهكذا يكون العمل في مجالات التنمية، وتعزيز المشاركة في الحياة السياسية والعامّة، وتكوين الطابع الإلزامي لهذه القيمة من إنشاء للمؤسسات الجمعية والجمعيات الأهلية ودعمها، وتسليط الأضواء على اللمسة العصرية التي تُبذل الجهود من أجل تحقيقها.