«الجزيرة» - أحمد العجلان:
زار رئيس تحرير صحيفة الجزيرة ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية رئيس هيئة الصحفيين السعوديين الأستاذ خالد بن حمد المالك زار معرض القصيم للكتاب، وتجول في أركانه المختلفة من دور نشر وجهات حكومية وأخرى أهلية.. بعد ذلك توجه لمسرح مركز الملك خالد الحضاري ليكون ضيفاً على جمهور المعرض، ويتحدث في جوانب مختلفة في الأمسية التي أدارها الإعلامي عبدالله الفقيّر.. إليكم أبرز ما تحدث به خالد المالك:
شكراً للإمارة وللوطنية وأهالي القصيم
في البداية، أبدى المالك إعجابه الشديد بمعرض القصيم للكتاب، وقال: أول ما لفت نظري حجم الجمهور من محبي الكتاب والمنحازين للثقافة في عالم يشوبه التغييرات، والذي يحتاج لتأصيل الفكر بالكتاب والعلم والثقافة..
وأضاف: أسعدني وجود العنصر النسائي الكثيف، حيث تفوق الحضور النسائي في المعرض من خلال ما شاهدته في جولتي.. وأشاد المالك بالشركة الوطنية للتوزيع، وقال: نجحت في تنظيم معرض رائع واستطاعت أن تمكن المثقفين من شراء الكتب بأسعار مناسبة عبر ركن الكتب المخفضة، كما أنها جلبت أهم دور النشر في المملكة.. وطالب المالك بأن تستمر الشركة في مثل هذا التوجه وتنظيم معارض جديدة للكتاب في مناطق أخرى، وأضاف: نهنئ إمارة القصيم بقيادة الأمير فيصل بن مشعل وأهالي القصيم على هذا النجاح.
مستقبل الصحافة
وكان مقال خالد المالك الذي نشر قبل نحو شهرين (بيني وبين الصحافة الخوف عليها) قد استحوذ على اهتمام الحضور الذين بادروه بالسؤال عن مستقبل الصحافة؟ فقال المالك قضية الصحافة الورقية شائكة وتمس تاريخ الصحافة وتنذر بمستقبل غير جيد للمؤسسات لا سيما أنه أصبح هناك شحُّ في الإعلان، وقد استشعرت بذلك المؤسسات الصحافية قبل وقوعه وعمدت إلى ترشيد الإنفاق وغيره من الإجراءات..
وأضاف أنا مع الصحافة الرقمية بل نحن كإعلاميين مع ذلك لو كانت دول العالم توجهت لذلك الأمر دون استمرار الصحافة الورقية. ونحن مع عدم دعم الصحف لو كانت دول أخرى مثل أمريكا ودول أوروبا وغيرها لا تحظى بالدعم الحكومي، ونحن الآن نطالب بالدعم الحكومي، ونأمل في ذلك في ظل شُح الإعلان في كل الصحف الورقية والإلكترونية.
وأكد المالك أن ما تم طرحه حول أزمة الصحافة الورقية كان له صدى، وشكلت له لجان ونتوقع أن تكون هناك قرارات بهذا الصدد إن شاء الله.
دولة مثل المملكة من المستحيل أن تكون بلا صحافة!
وفِي سؤال فيما لو انتهت الصحف: من أين سنحضر الصحافيين والمثقفين والكتاب؟ قال المالك: لن نكون متشائمين إذ من المستحيل أن تكون دولة كبيرة بحجم المملكة العربية السعودية بلا صحافة.. وأضاف لو التزمنا الصمت لكانت المصيبة أكبر، نحن قررنا الحديث عن الأزمة حتى لا تتفاقم.. وأشار المالك إلى أنه يتوقع أن تكون هناك استمرارية لها، وأنها لن تنتهي.
هل التحول للإلكترونية حل؟
رفض خالد المالك أن يكون التحول للصحافة الإلكترونية حلاً، وقال كيف يكون هو حل والصحف الإلكترونية التي حصلت على ترخيص من وزارة الإعلام بالمئات، ولكن لا نعرف منها إلا عدداً لا يتجاوز أربع صحف، وذلك بسبب ضعف مواردها وشح الإعلان فيها، ودلل المالك على كلامه بتوقف صحيفة عين اليوم الإلكترونية التي قدمت عملاً رائعاً ولكنها بدون مردود فقررت مؤسسة عكاظ إيقافها.. وقال: الآن كل الصحف لديها مواقع إلكترونية، ولكن هذا ليس هو الحل.
زيارة العراق
وعرج المالك بحديثه لزيارته الأخيرة للعراق مع وفد من رؤساء التحرير، وقال: إن الزيارة جاءت بدعوة من نقابة الصحافيين العراقيين، مضيفاً بأنها كانت زيارة مثمرة حيث التقينا برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب وعمار الحكيم أحد رجال الدين هناك، كما التقينا بوزير الخارجية والعمل والتخطيط، وكانت هناك رغبة حقيقية وصادقة بأن تكون هناك علاقة قوية بين المملكة والعراق لما في ذلك من استقرار للمنطقة.
وكشف المالك بأنهم تناقشوا مع العراقيين عن التدخل الإيراني، وقال قلنا لهم يجب أن يعود العراق للحضن العربي. وكشف المالك أن برنامجهم في العراق قد تخلله زيارة مع وزير الداخلية لأحد الأسواق مؤكداً أن هناك درجة عالية من الأمان، وأن الوفد أقام في الفندق الذي كانت تقام فيه المؤتمرات الصحافية لمحمد سعيد الصحّاف وزير الإعلام في عهد صدام حسين في وقت الحرب، وهو فندق ليس ضمن المنطقة الخضراء، وكان ذلك من أجل أن يبرهن العراقيون عن الأمن في بلدهم، وأشار المالك إلى أنهم تحدثوا مع العراقيين عن الفساد الذين قالوا بأن 75 في المائة من الميزانية تذهب للرواتب و5 في المائة للكويت تعويضاً عن الغزو و13 في المائة لدول أوروبية مقابل خدمات وأن الفساد قليل جداً.
عهد سلمان مختلف
تحدث المالك عن المرحلة الحالية للمملكة العربية السعودية وقال: التغيرات خلال العامين الأخيرين في عهد الملك سلمان كانت واضحة جداً على الصعيد الاجتماعي، ففي السابق كانت تواجهنا اتهامات بتهميش دور وحقوق المرأة ولكن الآن أصبح الأمر مختلفاً وسمح للمرأة بالقيادة، وصاحب ذلك نظام للتحرش وسمح بالسينما مع نظام لذلك وكذلك بدخولها الملاعب الرياضية. مشيراً إلى أن هذا التغير بدأ منذ وقت الملك عبدالله رحمه الله حيث تم السماح بابتعاث الفتيات للخارج، وبعد ذلك جاء عهد الملك سلمان الذي كان فيه جملة من الإصلاحات غير المسبوقة في شتى المجالات.
محمد بدأ محاربة الفساد بالكبار
وعرج المالك بحديثه نحو الفساد وقال: (القرار الأهم في عهد الملك سلمان هو محاربة الفساد وتمت محاسبة كل من أخذ ما ليس له حق فيه، ومثل ما قال الأمير محمد فقد بدأ من الكبار وهذا عمل غير سهل).
وأشاد المالك بالأوامر الملكية الأخيرة، وقال: تجد فيها اهتماماً بالشباب وكذلك تطوير وزارة الدفاع ونحن في الترتيب ما بين 20 و30 ما بين العالم في مجال الدفاع ونريد المزيد بقيادة سمو ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.
خسارة تركي السديري
ومن المداخلات .. سُئل المالك عن رفيق دربه تركي السديري والتنافس بين «الجزيرة» و»الرياض» وخالد وتركي؟ فقال: أنا حزين جداً لوفاة أخي تركي السديري، وقد كتبت عنه ثلاث مقالات بعد وفاته ونحن لسنا أعداء، بل نتنافس لحد الصراع من أجل صحفنا والبحث عن التميز، ومن الأشياء التي أتذكرها أن الملك سلمان كان في كل مرة يلتقي بنا معاً يسأل من يوزع أكثر «الجزيرة» أم «الرياض» لمعرفته أطال الله في عمره عن حدة التنافس بيننا.. وقال المالك: أنا خسرت تركي والصحافة خسرته وجريدة الرياض كذلك، والتنافس بيننا كان شريفاً وأحياناً يتسبب هذا التنافس في (وقفة نفس) وفي تلك المرحلة كان تركي يبادر أكثر مني ويصلح العلاقة وهو رجل شهم وأدعو له بالرحمة والمغفرة، وأن يجمعنا الله به في جنات النعيم.
هل تصدت الصحافة للإساءات للمملكة؟
أكد المالك أن وسائل الإعلام السعودية جميعها تتصدرها الصحف دائماً ما تتصدى للإساءات التي تتعرض لها المملكة والكل لاحظ موقف الصحافة السعودية في كافة الأزمات بما فيها أزمة قطر والحرب في اليمن مؤخراً، وكذلك الموقف من إيران من قبل.
«الجزيرة» ليست هلالية ولكنها مع الأكثر بطولات!
أحد الإعلاميين وجه للأستاذ خالد المالك سؤالاً عن القسم الرياضي بـ»الجزيرة» وميوله للهلال؟ فقال المالك: من الصعب أن تسيطر على عواطف الناس فتشجيع الأندية عاطفة.. والقسم الرياضي ينحاز للفريق الذي يحقق البطولات، والهلال لا يغيب عن البطولات، ودائماً أطلب منهم الحياد وفِي كل مرة يؤكدون لي أنهم مع البطل، والنصر قبل عامين عندما عاد وحقق البطولات قدموا له الملاحق الرياضية المميزة، وأضاف: ومن الصعب جداً السيطرة على القسم الرياضي في الجزيرة وفي غيرها من الصحف، ولكنني أقول: إن الصحافة الرياضية لا تصنع بطلاً ولا تعطي بطولة لنادٍ، ولو قلنا «الجزيرة» هلالية فهناك صحف أخرى نصراوية واتحادية وأهلاوية.
هذا ما قاله لي عبدالرحمن بن سعود
وعرج المالك بحديثه عن الرياضة لحديث دار بينه وبين الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله-.. وقال: إن الأمير عبدالرحمن اشتكى من القسم الرياضي في «الجزيرة» فنصحته من باب المداعبة بأن يتحول إلى هلالي ورد علي حينها برد لن أقوله.. وحينها قلت له: (معك كل القنوات والصحف) وقال: عطني «الجزيرة» و»الرياض» ولا أريد البقية!
لهذا السبب كنت ضد إعادة
صحيفة القصيم!
وفِي مداخلة حول عتب بعض أهالي القصيم على رأيه قبل سنوات بعدم إعادة إصدار صحيفة القصيم؟ قال المالك: أتذكر ذلك النقاش حيث كان لدي في المذنب محاضرة وطرح هذا الأمر وكانوا متحمسين لإعادة صحيفة القصيم.. وكان رأيي محايداً وليس كقصيمي، وقلت: كيف تعيدون صحيفة متوقفة منذ أكثر من أربعين عاماً وتحتاج لتكاليف كثيرة، وفي تلك الفترة صدرت صحف الوطن ومكة والشرق وكلها الآن تعاني مادياً.. وأكد المالك أن صحيفة الجزيرة على مدى التاريخ عمقها الثاني بعد الرياض منطقة القصيم..
هيئة الصحفيين
كشف المالك أن هيئة الصحفيين السعوديين تعمل على قدم وساق لتقديم المزيد للإعلامي السعودي، وقال أنا في الدورة الأولى والثانية كنت نائباً وانسحبت عن الدورة الثالثة، وأحضر الآن في الدورة الرابعة كرئيس لمجلس الإدارة وخلال الشهرين المقبلين سيكون لدينا جمعية عمومية سنتحدث عن منجزاتنا، حيث إننا اجتمعنا خلال هذا العام سبع مرات، منها اجتماعات في مناطق مكة والشرقية وعسير، ونريد توسيع قاعدة هيئة الصحفيين بفتح فروع لها، ونحن على استعداد لفتح فرع للهيئة في منطقة القصيم إذا كان إعلاميو القصيم لديهم الحماس لذلك.