إبراهيم عبدالله العمار
شاركتُ في سباق الأسبوع الماضي الذي أقيم في الرياض، تحديداً سباق 8 كم. بعض انطباعاتي:
- مشهد جميل: كم سررتُ لما رأيت كل أنواع الناس تشارك هناك. الشباب وكبار السن وكل طوائف المجتمع، كلهم رأيتهم هناك يسعون لإكمال السباق.
- غير المتوقعات: أحرص على الرياضة المستمرة والتي صارت شيئاً لا بد منه في زمننا هذا، وقد استعددتُ للسباق، حتى وصلت لمرحلة جيدة في تقديري، لكن السباق كان أشق، ودائماً هناك فرق بين التمرين والحدث الفعلي والذي تأتي فيه عوامل لا تتوقعها، فمثلاً كان هناك مسارات ضيقة والطريق مسدود بأناس يمشون أو يهرولون ببطء شديد، وهناك علب الماء الفارغة المرمية والتي يجب أن لا تتعثر بها، وهناك الشعور بالضغط الآتي من المنافسة، وهذه أشياء لم توجد أثناء تدريباتي والتي كانت في أماكن مفتوحة مريحة خالية من الضغوط.
- تعلمتُ عن نفسي: أنني أنا وأنت نقدر أن ننجز أفضل مما نظن. لما شعرت بالتعب قرب نهاية السباق وظننت أني يجب أن أمشي عوضاً عن الهرولة تذكرتُ دراسة علمية أظهرت أن شعور الإرهاق نفسي وليس جسدياً، وأن الله صمم الجسد بحيث يستطيع أن يستمر ويكمل إنجازات مدهشة، فضغطت على نفسي وأكملت الهرولة حتى وصلت لخط النهاية. إذا واظبتَ على الرياضة ستتفاجأ مما يستطيع جسدك أن يفعله في اللحظات الحرجة.
وهناك أشياء رأيتها تمنيت لو أنها أفضل مما رأيت، فمن الأشياء التي لم تعجبني:
- سوء التنظيم في بعض الأوجه، فمثلاً ذهبت لآخذ رقماً (أي رقم المتسابق الذي يُلصَق بالصدر) وقبل أن أصل إلى المنضدة انقضّ راكضاً علي أحد المسؤولين يسألني ماذا أريد، بنبرة هجومية أشعرتني كأني أتيت أسرق! أخذتُ الرقم وفوجئتُ برسالة نفس الليلة تقول إني يجب أن أستبدل ورقة الرقم بورقة أخرى تحوي عداداً يحسب الوقت، فلماذا ذهبت أُخبِرتُ أن النظام لا يعمل، وربما يُلغى السباق بسبب الأحوال الجوية، واضطررت أن أنتظر إلى يوم السباق لآخذ العداد، ورغم أني أتيت قبل بدء السباق بقرابة نصف ساعة إلا أنني انتظرت في الصف فترة طويلة حتى بدأ السباق.
- هناك في الصف رأيتُ منظراً سيئاً، فقد كان هناك مسؤول يسمح بدخول مجموعات من المنتظرين إلى شباك الأرقام ثم يغلق المدخل إلى أن ينتهي الداخلون من أخْذ الأرقام، ولما أدخلَ أحد الأفواج وأغلق المدخل قال له أحد الداخلين (رجل فلبيني): «هذا ابني، أريده أن يدخل معي». فرد عليه المسؤول بغلظة واحتقار: «لا! لن يدخل! ارجع أنت وانتظر معه!» وأثار هذا استغرابنا، فما ضير دخول الابن مع أبيه؟ خاصة وأن المسؤول هذا يُدخِل الناس ليس بأعداد معينة بل بتقديره الشخصي، فمرة يُدخل 10 ومرة 8 ومرة 13 وهكذا. ولماذا العبوس والفظاظة أمام الناس؟ هذان ذهبا ليمارسا شيئاً طيباً وفوجئا بمعاملة وقحة لا داعي لها إلا لفرد العضلات وإثبات السلطة.
عموماً هو حدثٌ رائع أشكر عليه الهيئة العامة للرياضة، فأي شيء يشجع ممارسة الرياضة والأنشطة الصحية هو شيء يستحق الدعم والثناء.