«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يتابع المراقبون في العالم الزيارة التاريخية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة للشقيقة جمهورية مصر العربية. وتعتبر هذه الزيارة التي تستغرق 3 أيام بحسب ما أعلنته رسميًا الرئاسة المصرية زيارة مهمة كونها أول زيارة خارجية لسمو ولي العهد -حفظه الله- للخارج بعد توليه منصب ولاية العهد في العام الماضي. ويلتقي سمو الأمير محمد بن سلمان فخامة الرئيس المصري وكبار المسئولين في الحكومة المصرية الشقيقة، حاملاً رسالة كبيرة ومهمة تؤكد عمق العلاقات بين المملكة ومصر، وينظر المراقبون إلى هذه الزيارة لما تمثله المملكة في العالم من مكانة وأهمية وزيارة شخصية قيادية كبرى مثل الأمير محمد بن سلمان، والذي بات حديث الإعلام في العالم لما حققة خلال فترة قصيرة من تسلمه لولاية العهد من إنجازات وبرامج وخطط مستقبلية طموحة.
إضافة إلى ما يتوقعه المتابعون لهذه الزيارة للقاهرة من محادثات واتفاقات وحتى نتائج مهمة تخدم لا الدولتين فحسب وإنما مختلف جوانب الأحداث التي تجري في المنطقة والعالم.. ومن هنا فإن الأنظار تتجه هذه الأيام للقاهرة بتفاؤل أن ما سوف تتمخض عن المحادثات واللقاءات وحتى الاتفاقيات سوف يكون لها انعكاسات على خير المملكة ومصر والعالم، فكلا الدولتين لهما ثقلهما الإستراتيجي الذي جعلهما في المكانة الرفيعة التي أرادها لهما الله سبحانه وتعالى، فمنذ القدم كانت الدولتان الشقيقتان لهما أهميتهما الدينية، كتب الله أن تظهر فيهما مما جعلهما ومنذ القدم محط الاهتمام والتقدير من قبل شعوب المنطقة والعالم. فكانتا مولدًا وسكنًا للأنبيا والرسل عليهم السلام. وبالتالي كانت أراضيهما مطمعًا للأعداء والحاقدين والحاسدين. وفي كلا الدولتين حضارة سمت وشمخت وأنارت بعلمها وقادتها من علماء ورجال دين، كان لهم تأثيرهم الكبير في العالمين العربي والإسلامي.
وإذا الله سبحانه وتعالى شرَّف المملكة باحتضانها لبيت الله العتيق وتشرفها بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فمصر تفخر بوجود الأزهر الشريف.. إضافة إلى مكانتهما الإستراتيجية في مجال الاقتصاد والسياحة لما تفخران به من آثار تاريخية كبيرة ومتجذرة. ولا شك بعد هذا أن لزيارة سيدي ولي العهد الأمين لمصر سوف تدفع بعجلة الاقتصاد في كلا الدولتين الشقيقتين للمزيد من الفرص والاستثمارات الاقتصادية المختلفة، كذلك في مجالات التعاون الأمني على مستوى الدولتين والعالم.. وعلى الأخص في مجال محاربة الإرهاب وإقرار السلام في المنطقة. ومما لا شك فيه أن الملفات التي يحملها ولي عهدنا المحبوب ملفات كثيرة ومتعددة تتضمن قضايا مختلفة من تجارية وثقافية واستثمارية. ومن أهم الملفات التي من المتوقع طرحها للمناقشة تقوية وتعزيز العلاقات بين المملكة ومصر الشقيقة، وتعزيز المزيد من الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.