سمر المقرن
يركّز اليوم الدولي للمرأة هذا العام على المرأة في الريف، حيث تأتي أهمية هذه النقطة كون كثير من البلدان تهتم في المرأة داخل المدن بدرجة أعلى من المرأة في الريف، في الوقت ذاته لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة القائمة على المساواة بالاهتمام بطرف دون آخر، والمرأة الريفية مكملة للمرأة في المدينة، ولن تقوم حقوق المرأة بالكامل على طرف دون آخر.
من ملاحظتي الشخصية، عندما أسافر وأقابل نساء في مدن أصغر بالمملكة من المدن الرئيسية أجد لدى كثير منهن الوعي الكامل والكافي بحقوق المرأة، وأجد لديهن العزيمة والإصرار على هذه الحقوق، بعكس التوقعات التي تعتقد أن المرأة في المدن الكبرى أكثر وعياً بالحقوق من المدن الصغرى والقرى. ولعلي هنا أعود إلى الأمهات والجدات، فبرغم عدم حصولهن على التعليم إلا أن هناك فئة كبيرة منهن يملكن الوعي بالحقوق والواجبات التي للمرأة وعليها، وقد استقيت أنا شخصياً أولى أبجديات علومي الحقوقية من جدتي -رحمها الله- ووالدتي -حفظها الله- فهؤلاء النساء لسن أقل من جيلنا ولا الأجيال التي بعدنا، لكن لو أتيح لهن التعليم والفرص التي أتيحت لنا لوجدنا منهن الكثير من المبدعات، مع هذا فهنّ أساس الإلهام، ولعلنا في يوم المرأة الدولي الذي يوافق غداً 8 مارس، نتذكر في فعالياتنا -إن وجدت- الأمهات والجدات، وأن يحصلن على التكريم الذي يليق بهنّ في صنع نساء ملهمات يفتخر بهنّ الوطن.
إن الاحتفال بيوم المرأة الدولي لا أراه ترفاً، بل هو تكريم للمرأة ودلالة على احترامها واحترام حقوقها، بل وأتمنى أن يكون هذا اليوم «إجازة» لكل النساء كما تفعل بعض الدول تقديراً منها لهذا اليوم. أيضاً من المهم إقامة أنشطة للجنسين على مستوى المدارس والجامعات والكليات، لغرس مفهوم احترام المرأة لديهم، وأن تقوم أيضاً أنشطة لزيارة النساء المميزات وفتح حوارات معهن كقصص نسائية ملهمة، ولا يجب أن ننسى نساء دور المسنات ومئات القصص التي تجمعهن خلف جدران تلك الدور، وما فيها من عظة وعبرة، وأن يكون في هذا اليوم زيارات خاصة بهنّ لأنهن نساء عظيمات بيد أن الزمن أرجعهن إلى لا حول لهن فيه ولا قوة.. كل عام والمرأة السعودية في الصدارة، كل عام وهذا الوطن بخير.