عبد الاله بن سعود السعدون
لقاء القاهرة والرياض اليوم يأتي في ظروف إقليمية ودولية هامة ومصيرية والقيادتين المخلصتين في مصر العربية والمملكة العربية السعودية يسعيان نحو تعميق العلاقات المتأصلة بين البلدين الشقيقين واستكمال ما تم وضعه من مشاريع واتفاقيات استراتيجية بين البلدين إثر الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين للقاهرة العام الماضي من أجل خير وسعادة وأمان المواطن العربي في مصر والسعودية لأن كلا منها يمثل مجال العمق الأمني للآخر وتأتي نتائج هذه الزيارة التاريخية لتمثل البلسم الشافي لكل السقم العربي الذي انتشر في أكثر من دولة شقيقة مسها اللهيب العربي الذي أحال استقرارها للفوضى الخلاقة التي أشعلت نار الحرب الأهلية في أكثر من عاصمة عربية وأدت لاقتتال الأشقاء الطامعين بالسلطة والنفوذ وجاءت نتائج زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود لترسم خطة الطريق لحماية وطننا العربي الموحد من كل ما يهدده إقليمياً من القوى المحرضة والطامعة ولتأكد القيادة المصرية أن أمن التراب المصري هو نفسه أمن الخليج العربي والتأكيد على أسس الدفاع المشترك بين البلدين العبين الشقيقين ووضع عربة القطار العربي على سكة الأخوة والتضامن والثقة المتبادلة بجهود الحكماء المخلصين من زعماء أمتنا الذين أحيوا بقرارتهم المباركة الأمل في التضامن العربي.
لا أتجه نحو التنظير الإعلامي لعمق وتجذر العلاقات الأخوية الصادقة بين المملكة العربية السعودية ومصر العربية؛ فمنذ تأسيس بلادنا الغالية تجلَّت الأخوَّة العربية المخلصة مع الشقيقة مصر وشعبها الشقيق؛ فكانت علاقة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه وأسكنه جناته- مع الملك المصري الراحل فاروق بأعلى درجة من الصداقة والتعاون بين البلدين الشقيقين، واتجها بتعاونهما المثمر إلى تأسيس جامعة الدول العربية عام 1946، واختارا بتشاورهما ترشيحهما لرئيسها الأول الدبلوماسي المصري عبدالرحمن عزام، واستمرت مسيرة التعاون المشترك مع العهد الجمهوري، التي جاءت مع عهد الضباط الأحرار وزيارة اللواء محمد نجيب، أول رئيس مصري إلى جدة، التي شكَّلت بداية لمرحلة جديدة من التعاون والثقة بين الشقيقتين مصر العربية والمملكة العربية السعودية.
وطيلة العهد الجديد في مصر منذ 1952 حتى يومنا هذا اتسمت العلاقات بين القاهرة والرياض بالتعاون المشترك المبني على الثقة والأخوَّة والمصالح القومية المشتركة؛ فكان القرار السياسي المصري والسعودي متطابقاً دائماً تجاه قضايا أمتنا العربية المصيرية سلماً أو حرباً، والنصر العربي التاريخي في حرب أكتوبر دليل حي لاختلاط الدم المصري بدم أشقائه العرب من أجل تحرير أرضنا العربية السليبة. والمملكة العربية السعودية التي يصفها أبناء مصر الأشقاء بأنها تتعدى العلاقات الدبلوماسية بين بلدين جارين بل هي دوماً بيت المصريين المفتوح لاستقبالهم والترحيب بهم في كل المناسبات الاجتماعية، والقاهرة تشكل دوماً أيضاً العمق الإستراتيجي للأمن القومي السعودي والتقاء الزعيمين الرئيس السيسي بأخيه ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان في هذه الظروف الإقليمية المضطربة ليعطي مؤشر خير لتبادل الفكر والتشاور العالي بين القمتين الكبيرتين من أجل تهيئة البيت العربي نحو الأمن والتعاون والسلام والخروج بمشروع سياسي يتجه نحو قوة أمتنا العربية وتبقى دائماً الرياض والقاهرة عينَيْ الأمة العربية، سائلاً أن يزيدهما الله سبحانه بريقاً وقوة بالبصر والبصيرة لخير أمتنا العربية، وستعود وتستمر العلاقات المميزة الأصيلة أكثر قوة ومتانة بحكمة وإخلاص الرئيس عبدالفتاح السيسي وشقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي يحمل لشعب مصر الكريم الشقيق كل الحب والتقدير لمواقفه المميزة نحو القضايا المصيرية العربية وفرحة الترقب المتفائل للخير والقوة للقاء القاهرة والرياض. محاطاً بالحب والتقدير لولي العهد السعودي رمز الشباب العربي الشجاع المخلص وما سيتضمنه البيان المشترك لنتائج هذه الزيارة المباركة الهامة.