ميسون أبو بكر
تقول غادة السمان «أخاف من شجاعتي حين أكتب».
لكنني أخاف من شجاعتي حين أتبنى مواقف إنسانية ومجتمعية، لأن جرأتي تصبح بلا مكابح وميثاق شرف المهنة الذي اعتنقه يشعرني بمسؤولية عظيمة أحملها.
حين زرت المركز السعودي لسلامة المرضى لأول مرة والتقيت مدير المركز د.عبدالإله الهوساوي لم أكن أحمل في حقيبتي وقتها أكثر من أوراق طبية تشير للخطأ الفادح الذي قام به طبيب من جنسية عربية حين أخطأ تشخيص وعلاج حالة ابني محمد الذي لم تنته معاناته مع الكانسر بعد العملية الاستئصالية للخبيث، وبعد أشهر من العلاجات اليودية والنووية ورحلة العزل والدواء، بل بسبب ذلك الخطأ يعود هذا الشبح ليهدد سلامته ويثير خوفنا وقلقنا من جديد.
لست بصدد الاسترسال في حكايتي الشخصية لكني بأجواء بهجة الحديث عن ثمار التحول الوطني في القطاع الصحي ومنها بارقة الأمل التي منحها المركز السعودي لسلامة المرضى والجائزة الوطنية المنبثقة عنه، كما تعرفنا على النظام الوطني للإبلاغ عن الأخطاء الطبية 937 والموجود بكل منشأة وكل مستشفى من خلال النظام الإلكتروني لرصد الأخطاء الطبية وتحليلها ودعم ثقافة سلامة المرضى بشفافية.
عشرة أشهر هو عمر المركز الذي يرأس مجلس إدارته معالي د.توفيق الربيعة وزير الصحة الذي يعنى بتحسين سلامة المرضى في المملكة من خلال التعاون مع مقدمي الخدمات الصحية والمرضى وعوائلهم.
كما الحد من الأخطاء الطبية والأضرار الناتجة عنها وهذا ما كان أمنية للمرضى وأسرهم حيث كثرت الأخطاء الطبية وركل الاتهامات بين المرضى والأطباء والممرضين والمنشآت الصحية.
إن ينطلق عن الرؤيا مركزا تصب جهوده في وقف معاناة الكثيرين وخوفهم من خطأ طبي قد يتكلف حياة إنسان، أو قد يتسبب بمأساة عائلية وخسائر خاصة وعامة فهذا ما انتظرناه بصبر وشوق، وأنا طرقت باب المركز لهذا السبب لمنع ارتكاب خطأ آخر بحق مريض جديد من الطبيب نفسه.
الجائزة الوطنية لسلامة المرضى التي أطلقها المركز تعد الأولى من نوعها في المملكة التي يمكنها أن تحفز عدداً من الجهات للمنافسة ولتقديم الأفضل حيث خصصت في مجالات ثلاث تشمل المنشآت الصحية والممارسين الصحيين وأفراد المجتمع.
أمين عام المجلس الصحي السعودي د.أحمد العامري ود.أيمن الخضرا ود.سيف إبراهيم كانوا شركاء في الجلسة الحوارية التي استفزت الحضور بعدد من الأسئلة والاقتراحات، فكل متعطش لخدمة طبية تواكبها برامج الرؤية، وقد سبق وتحدث في برنامجي «عين ثالثة» د.هشام خشان وكيل وزارة الصحة عن المراكز الصحية الأولية كثمار للرؤية، وأشار المحامي د.ماجد قاروب في حلقة أخرى عن الأخطاء الطبية وكوارث عمليات التجميل واليوم المركز هو بارقة أمل.
الصحة.. تاج على رؤوس الأصحاء والرؤية عمادها مجتمع صحي مبني على الثقة والأمان والجودة.