م. خالد إبراهيم الحجي
التصوير ثلاثي الأبعاد باختصار شديد هو استخدام الأشعة الضوئية لتصوير ورؤية جميع الأجسام المادية المختلفة (المباني والمناظر الطبيعية، وأجسام الحيوانات المختلفة) بمحيطها الواقعي وتحديد أدق تفاصيلها على الشاشات المختلفة كما تبدو في الواقع الحقيقي. وأكثره روعة التصوير من كل اتجاه (التصوير البانورامي) المذهل الذي يتم من ارتفاع قريب من الجو بواسطة كاميرات تغطي زاوية 360 درجة. باستثناء تصوير الليزر ثلاثي الأبعاد حيث الذي يظهر أجسام الحيوانات مظلمة لأن الجلد لايعكس الأشعة بالقدر الكافي. والتصوير ثلاثي الأبعاد له مميزات عديدة خاصة أشعة الليزر التي تتميز بدقة التحديد؛ حيث يمكن تصوير مليمتر واحد من مسافة كيلومتر واحد عن طريق ارتداد الأشعة من الجسم المراد تصويره مع قياس المدة الزمنية التي يستغرقها ارتداد الشعاع للرجوع إلى الجهاز الكاشف، مثل: الرسومات الطبوغرافية التي يقصد بها (التمثيل الدقيق لكل المعالم والمظاهر على سطح الأرض بمقياس رسم هندسي محدد)، لتصميم المخططات المعمارية والسكنية وشوارع وطرق المدن.
والتصوير البانورامي ثلاثي الأبعاد يستخدم على نطاق واسع في التجول الافتراضي الذي يقصد به المحاكاة للمواقع القائمة بتصويرها بسلسلة متعاقبة من مقاطع الفديو أو أجزاء من الصور الثابتة المدمجة مع بعضها، ويمكن أيضاً التوليف معهما بأنواع الوسائط المتعددة من المؤثرات الصوتية والموسيقى والسرد التاريخي مع كتابة المتن، مثل: الجولة الافتراضية داخل البيت الأبيض ومشاهدة غرفه المختلفة، ومحتوياتها وتصغيرها أو تكبيرها على الشاشات بخاصية (زووم)، وقراءة المعلومات عنها أو سماع الشرح الصوتي لها. وكذلك المتاحف العريقة في العالم التي استخدمت التصوير ثلاثي الأبعاد لتصوير الأجنحة الداخلية فيها بجميع محتوياتها المختلفة لتجسيدها على بواباتها الإلكترونية ليتمكن جمهور السياحة الإلكترونية من زيارتها عبر الإنترنت والتجول الافتراضي داخلها، مثل: متحف اللوفر في باريس ومتحف الشمع في لندن. وقد اقترحت في مقال سابق بعنوان «من الجنادرية إلى العالمية»، نُشر بتاريخ 25 فبراير 2018م في جريدة الجزيرة، بمحاكاة وتجسيد قرية الجنادرية للتراث والثقافة بجميع أجنحتها المختلفة بالصور الثلاثية الأبعاد على الإنترنت ليتمكن الجمهور في دول العالم المختلفة من الزيارات الافتراضية لقرية الجنادرية، والتجول فيها من خلال بوابتها الإلكترونية من أي مكان في العالم، لتشجيعهم إلى زيارتها على أرض الواقع.
والدقة التي يتميز بها التصوير بالليزر ثلاثي الأبعاد يمكن الاستفادة منها لتوثيق طبوغرافية المقابر التي تنعدم فيها أنظمة تصريف مياه الأمطار، وتؤدي السيول الجارفة إلى تغيير جذري لتضاريسها يخفي مواقع القبور ويغير معالمها. وذلك بالجمع بين تقنية تحديد المواقع بنظام الإحداثيات عن طريق الأقمار الصناعية ال»جي. بي. أس» وتقنية التصوير بالليزر ثلاثي الأبعاد، وبين التصوير البانورامي من ارتفاع منخفض جداً بطائرة بدون طيار لعمل وإنتاج مناظر بانورامية واضحة ودقيقة، مع إمكانية تكبير أي نقطة فيها، وكتابة أسماء الأموات على القبور بواسطة تقنية الفوتوشوب للاستدلال علي أصحاب القبور، تحفظ القبور وتُأرشف طبوغرافيتها. وعرضها في النت من خلال البوابات الإلكترونية ليتمكن الناس وخاصة النساء في أي زمان ومن أي مكان في العالم من التجول الافتراضي في المقابر، والمشاهدة البانورامية من كل اتجاه دون الاحتياج إلى الذهاب الفعلي إلى دخول المقابر.
الخلاصة:
إن التصوير ثلاثي الأبعاد للمقابر سيحل قضية زيارة النساء للقبور عن طريق الزيارات الافتراضية عبر النت.