أحمد بن عبدالرحمن الجبير
ثلاث قضايا مهمة يمكن استقراء مضامينها من جولة ولي العهد الخارجية، فالقراءة الأولى تؤكد على أن المملكة بلد آمن ومستقر على العكس مما تروجه الدعاية المغرضة، وثانيا إن الجولة تضع العامل الاقتصادي والاستثماري ضمن رؤية 2030م كإستراتيجية للتنمية الاقليمية، وثالثا محاربة التطرف والإرهاب وتعزيز أركان التسامح الديني.
هذه القضايا الثلاث الرئيسة، تؤكد بأن سمو ولي العهد يلقى دعما دوليا وإقليميا، فهي رؤية تتعدى السعودية، ولا مكان فيها للارهابيين والمتطرفين، وهي تؤكد على التنمية والامن والسلام في ظل بيئة إقليمية وعالمية قلقة، حيث بعث ولي العهد أثناء زيارته الأولى لمصر منظومة من الرسائل التي ايضا تلقى دعما من امريكا وبريطانيا وفرنسا بإعتبارهما دول يهمهما الامن والاستقرار في المنطقة، وهي دول تقيم شراكة إستراتيجية مع المملكة.
السعودية، كما قال سمو ولي العهد، هي دولة ذات حضور عالمي مؤثر فهي ضمن مجموعة الدول الكبار (جي20) ولها وزنها ضمن العالم الاسلامي، وفيها الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، ولديها إمكانات اقتصادية وفيرة، ومساهم رئيس في الاقتصاد الدولي، والسعودية الجديدة، بدأت تستعيد حضورها وتأثيرها في العراق، ومساعدته للعودة الى عمقة العربي، وتعمل جاهدة لدفع الدول الاقليمية لعدم التدخل في الشؤون العربية.
السعودية الجديدة تركز على الانتاج، وعلى الاستثمار، وبناء أعمدة القوة الداخلية، وتعزيز الشراكات الدولية في مجال الطاقة لضمان استقرار أسعار النفط العالمية، وتفعيل دور آلية (اللجان السعودية المشتركة مع الدول الصديقة) للاستثمار في الطاقة والصحة والتعليم وتحلية المياه والكهرباء والسكك الحديدية والطرق، والاتصالات والموانئ والمطارات والفضاء، والتقنية والسياحة بما يحقق الاستقرار والتنمية الاقتصادية المستدامة للجميع.
وعليه سيكون لهذه الجولة نتائج إيجابية على مجمل الاقتصاد المحلي والدولي، وعلى العلاقات الثنائية بين البلدان التي يزورها سمو ولي العهد، وتسهيل الإجراءات والخدمات لجميع المستثمرين، وأن تعيد هيكلة الاقتصاد الوطني بما يخدم الوطن والمواطن، وتستطيع المملكة أن تكون من عمالقة الاقتصاد في العالم، كونها ترتكز على أرضية صلبة من الثروات النفطية والاقتصادية.
فالسعودية تنعم باستقرار أمني كبير بفضل جهود الملك سلمان وسمو ولي عهده الامين- حفظهم الله- في محاربة الارهاب، وتعد من أفضل الدول وأكثرها جاذبية للاستثمارات الأجنبية، حيث يعتبر الامن والاستقرار امر أساسي في الاقتصاد السعودي، وذو فائدة عظيمة للمستثمرين الاجانب.
ونحن كمواطنين نقدر هذه الزيارت، وننظر لها ولنتائجها بتفاؤل عظيم، والذي ينعكس إيجابياً على بلادنا العظيمة، وندعم مصالحنا واستقرارنا جميعا كسعوديين، ونقول لكل حاسد وحاقد، لقد خاب مسعاكم، فالسعودية دولة عظمى رغما عنكم فهي تحارب قوى الشر والارهاب وتنفق ثرواتها من أجل رفعة ورفاهية وأمن أبنائها وأمتها العربية والاسلامية.
ونثق جدا جدا بقدرة المملكة على تجاوز كل التحديات التي تواجهها، وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، وإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني بما يخدم الوطن والمواطن السعودي ومستقبله، وسنقف صفا واحدا في خدمة بلادنا، والدفاع عنها وعن أمنها، واستقرارها وتطلعاتها المستقبلية.